أطلقت لجنة عدالة وسلام في مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان بالتعاون مع أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، أكاديميّة القيادة من أجل السلام في مسرح مطرانيّة أنطلياس المارونيّة – أنطلياس يوم السبت 10 شباط 2024.
Leadership Academy for Peace
حضر اللقاء سعادة السفير البابوي باولو بورجيا، سيادة المطران مارون عمار رشيس لجنة عدالة وسلام، سيادة المطران أنطوان بو نجم راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، سيادة المطران جول بطرس نائب رئيس لجنة عدالة وسلام، إلى جانب شخصيات أكاديميّة، إعلاميّة، ودينيّة، ومنظّمات غير حكوميّة.
إنطلاقا من خارطة الطريق المنبثقة عن المؤتمر التي نظّمته أبرشيّة أنطلياس المارونية حول المصالحة وتنقية الذاكرة بعنوان "عبور إلى السلام"، تطال الأكاديميّة ثلاث مكوّنات: تلامذة المدارس في المدارس التابعة لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة، الأساتذة والشبيبة التي تترواح أعمارهم بين الـ25 و الـ 35 سنة. وهي تهدف إلى تمكين الجيل الجديد للإنخراط بالشأن العام إستنادًا إلى القيم الإنسانيّة، وتقدّم برامج مخصّصة لتطوير المهارات والسلوكيات لقيادة مثاليّة.
فمن خلال القيم ومنهجيّة تغيير السلوك وطريقة التفكير، يجري العمل على تنمية مجتمع متنوّع من الشباب الملتزمين من أجل خدمة الخير العام من خلال القيادة والتغيير الإجتماعيّ الإيجابيّ.
بعد النشيد الوطني اللبناني، إستهلّ اللقاء بكلمة ترحيبيّة مع عريف الحفل الإعلامي داني حداد، ثم بركة اللقاء مع رئيس لجنة عدالة وسلام سيادة المطران مارون عمّار ألقاها بإسم غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رئيس مجلس الأساقفة والبطاركة الكاثوليك في لبنان، جاء فيها:"هذه المبادرة بحاجة إليها شعبنا وشبيبتنا في هذا الزمن الذي طغت عليه الحروب، الفتن والنزاعات (... ) وأصبحت كلمة سلام غائبة عن قواميس هذا الزمن".
تابع المطران عمّار:" السلام يبقى أقوى من الحروب، لأنه ينبع من الله إله السلام الذي لا يقوى عليه أحد ولا حتّى الحروب. هذه الأكاديمية تسدّ حاجة مزمنة في مجتمعنا الذي سئم لغة الحرب والخلافات والنزاعات، ليكن طلاب هذه الأكاديميّة الوجوه الجديدة الكفيلة في إصلاح مجتمعنا اللبناني وتجديده".
من جهّته تحدّث راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم عن الأهداف المنوي تحقيقها من خلال "رسالتنا التربويّة في الأبرشيّة، بناء الإنسان بكلّ أبعاده الروحيّة، والإنسانيّة، والثقافيّة. ولمّا شعرنا أنّ الحاجة كبيرة وملحّة فكان مشروع الأكاديميّة.
تابع سيادته:" في مؤسساتنا التربويّة نسعى أن تكون التربية مرتكزة على خلق جو تربويّ مناسب يشجّع على تبنّي القيم والفضايل المسيحيّة والإنسانيّة، والأكثر مهمّتنا بناء مواطن مسؤول (...)،يحمل قضيّة الوطن، متعلّق بأرضه ويدافع عن حريته، ومواطن ملتزم بقضايا الوطن".
أضاف بو نجم:" لا نستطيع الوصول إلى أهدافنا التربويّة دون جسم تعليمي متمكّن يوصل القيم المطلوبة وتفعيل المواطنة القائمة على مبادىء العقيدة الإجتماعية والمستنيرة بالفضائل الإنسانيّة".
كما شكر المطران بو نجم قداسة البابا فرنسيس لوقوفه إلى جانب هذه المبادرات من خلال دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة ممثّلة بالسيدة باسكال دبّانة.
أمّا نائب رئيس لجنة عدالة وسلام سيادة المطران جول بطرس، فتحدّث عن كيفيّة إنطلاق الأكاديميّة، فهي محاولة لإنقاذ لبنان والعيش بسلام، والخلاص من الظلم والفساد معتبرًا "أننا بحاجة إلى قادة في الكنيسة، في المجتمع والوطن.
من جهته رأى السفير البابويّ المونسينيور باولو بورجيا أنّ هذه المبادرة هي علامة على أنّ الأمل لا يتلاشى أبدًا، وأنه من الممكن، بل ومن الضروري، الإيمان والعمل من أجل مستقبل أفضل".
وسأل الرب أن يدعم هذا المشروع ويحفظه حتى يأتي بثمار وافرة لما فيه خير لبنان ومنطقة الشرق الأوسط".
تحدّث مدير الأكاديميّة ميشال دكاش عن أهداف الأكاديميّة وكيف ولدت الفكرة إنطلاقا من مشكلة إنعدام القيادة وروح المبادرة، والحاجة للنُّخب الشابة؛ إضافة إلى غياب الرؤيا.
كما تخلّل اللقاء مداخلات مصوّرة مع الدكتورة وديعة الخوري في ما يتعلّق بتدريب أساتذة المدارس، والدكتور سيمون حاج الذي تحدّث عن إدخال قيم أساسيّة في مناهج المدارس لتلاميذ الصفوف الثانويّة.
تطلق الأكاديميّة دوراتها في شهر آذار المقبل في مطرانيّة أنطلياس.