الشرق - بلومبرغ
تعمل مصافي النفط في أوروبا على زيادة مشترياتها من الخام بعد ارتفاع أسعار الديزل وتعطل الشحنات المستوردة من الشرق الأوسط. ويؤدي هذا الوضع إلى ارتفاع تكلفة براميل النفط في السوق الفعلية.
عُرض مؤخراً خامان رئيسيان من غرب أفريقيا، هما: فوركادوس وإيجينا، بعلاوات سعرية تزيد عن 5 دولارات و7 دولارات للبرميل فوق خام برنت المؤرخ الذي يُنظر له كمعيار رئيسي للسوق العالمية. بينما قبل شهر كان السعر أعلى بنحو 4 دولارات و 6 دولارات لدرجتي الخام.
وقال متعاملون إن الدرجتين استفادا من تركيبتهما الغنية بالديزل، فضلاً عن تأخر ناقلات النفط الوافدة إلى القارة من الشرق الأوسط بسبب هجمات المسلحين الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. كما أدت هذه الاضطرابات إلى شراء شركات التكرير الأوروبية للنفط من وجهات أقرب.
من جانبه، أشار فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في مؤسسة "كبلر" (Kpler) إلى أن "السوق الفعلية تأثرت باضطرابات البحر الأحمر وتعطيلها لشحنات النفط، مع زيادة احتياجات أوروبا من النفط الخام".
نقص الديزل في أوروبا
تشهد أوروبا نقصاً نسبياً في امدادات الديزل، ويعود ذلك جزئياً إلى انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط، ما يعني أن المصافي حريصة على معالجة المزيد من الوقود بخامات مواتية بهدف تحقيق أقصى قدر من الأرباح. لامست العلاوة التي قد تفرضها الشركات المعالجة في المنطقة ليسجل الديزل أعلى مستوى جديد خلال أربعة أشهر عند 32.88 دولار للبرميل يوم الجمعة، وفقاً لبيانات "بلومبرغ" للقيمة العادلة.
تسعى "توتال أنرجي" TotalEnergies SE إلى خام غرب تكساس الوسيط "ميدلاند" Midland ، حيث تقدم تقريباً عطاءات يومياً منذ بداية الشهر في نطاق تسعير رئيسي لتداول النفط في بحر الشمال. ارتفعت أسعار الدرجة الأميركية مقابل المؤشر بنحو 50 سنتاً للبرميل خلال هذه الفترة.
التوترات الجيوسياسية تتصدر العوامل المؤثرة على أسعار النفط
بشكل منفصل، تم دعم درجة "فورتيس" التي يتم تحميلها في بحر الشمال من خلال زيادة شراء مصفاة "غرانغماوث" لها في المملكة المتحدة، بينما يحد تسرب خط الأنابيب في محطة فينارت Finnart النفطية من واردات المصنع.
يؤدي الشراء القوي إلى تراجع حاد في أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي للنفط، وفقاً للتجار. يحدث شرط التسعير، الذي يشير إلى طلب قوي، عندما تكون العقود قصيرة الأجل أعلى سعراً من تلك التي ستسلم في وقت لاحق.
ليس من الواضح بعد إلى متى ستستمر القوة الأخيرة، حيث قد يضعف موسم صيانة المصافي القادم المشتريات.
ويشير تسعير النفط الخام "إلى سوق فعلية ضيقة في الوقت الحالي"، كما قال جيمس ديفيس، مدير خدمات النفط العالمية قصيرة الأجل بشركة "إف جي إي" (FGE) للاستشارات. مُضيفاً: "يعتبر ذلك "مفاجئاً إلى حد ما، لأنه يجب أن نرى توسعاً في أسواق النفط الخام في فبراير ومارس" قبل بدء أعمال التكرير.