العربية
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريين قولهم إن، القاهرة حذرت تل أبيب من أنه إذا تم تهجير الفلسطينيين لمصر فسيتم تعليق معاهدة السلام بين البلدين، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اجتماعا مصريا قطريا أميركيا إسرائيليا سيعقد الثلاثاء في القاهرة لبحث صفقة التبادل وأن الوفد الإسرائيلي في القاهرة سيضم رئيسي الشاباك والموساد.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن وفدا مصريا زار أمس تل أبيب لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن رفح.
وأكد المسؤولون المصريون رفضهم التعاون مع إسرائيل فيما يتعلق بالعملية العسكرية المرتقبة في رفح.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون مصريون إنهم حذروا حماس هذا الأسبوع من أنه إذا لم تتوصل الحركة لصفقة تبادل خلال أسبوعين فإن إسرائيل ستواصل خططها العسكرية بشأن رفح.
في المقابل رد مسؤولو حماس على القاهرة بأنهم مستعدون للدفاع عن رفح.
وقبل ذلك وحذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من أن بدء الأعمال العسكرية في رفح ينذر بكارثة إنسانية ووقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
بحث صفقة التبادل
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن عقد اجتماع مصري قطري أميركي إسرائيلي يوم الثلاثاء في القاهرة لبحث صفقة التبادل مع حماس وقالت وسائل الإعلام إن إسرائيل ستعقد اجتماعا مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطري.
وأضافت أن الوفد الإسرائيلي سيضم رئيسي الشاباك والموساد فيما أكد الإعلام الإسرائيلي بأن هناك جهود مصرية قطرية مستمرة مع حماس للتوصل لصفقة تبادل بحلول الثلاثاء.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، تتجه الأنظار إلى رفح، حيث يحتشد أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر.
وتستعد إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون فلسطيني من مدينة رفح للشروع في تنفيذ هجوم بري على حماس في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة.
ويعيش هؤلاء الفلسطينيون في ظروف بائسة بعد أن نزحوا من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي.
وقد حذرت حركة حماس اليوم من "مجزرة" في حال شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح. وقالت الحركة في بيان "نحذر من كارثة ومجزرة عالمية" قد تُخلِّف عشرات آلاف القتلى والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح، مضيفةً: "نحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة".
وفجر السبت، أفاد شهود بحصول غارات في محيط مدينة رفح، التي بات يسكنها الآن نحو 1.3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان قطاع غزّة، وهم في غالبيّتهم العظمى أشخاص لجأوا إليها هربًا من العنف شمالًا.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جيشه، الجمعة، بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيين من رفح، وسط خشية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة من هجوم محتمل لإسرائيل على هذه المدينة، التي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب في قطاع غزّة.
وأفاد مكتب نتنياهو في بيان بأنّه "يَستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أنّ أيّ نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلّب أن يُخلي المدنيّون مناطق القتال".
تعزيزات مصرية
وأرسلت مصر تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة إلى الحدود مع قطاع غزة، وأفادت مصادر لـ"العربية" بأن الجانب المصري ضاعف أيضا من الدوريات الأمنية ودفع بأجهزة رؤية ليلية للقوات.
وفي السياق، قال مصدران أمنيان مصريان لـ"رويترز" إن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرقي سيناء في الأسبوعين الماضيين، في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة.
ودأبت مصر على التحذير من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح سكان غزة اليائسين إلى سيناء وعبرت عن غضبها من اقتراح إسرائيلي، مفاده أن تعيد إسرائيل سيطرتها الكاملة على الممر الحدودي بين غزة ومصر لضمان إخلاء الأراضي الفلسطينية من السلاح.
في تصريح خاص لـ"العربية"، جدد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، التأكيد على أن تهجير الفلسطينيين للأراضي المصرية لن يحدث.
وقال إن معبر رفح مفتوح، مشيراً إلى أن القصف الإسرائيلي أعاق دخول المساعدات لغزة.