مناورة العدو في"رفح" والجبهة اللبنانيّة - السورية ميدان الاشتباك المقبل
مناورة العدو في"رفح" والجبهة اللبنانيّة - السورية ميدان الاشتباك المقبل

أخبار البلد - Sunday, February 11, 2024 7:38:00 AM

الديار 

عماد رزق 

بعدما غادر "الوسيط الاميركي" هوكشتاين تل ابيب من غير زيارة لبنان، وصل وزير الخارجية الايراني حسين عبداللهيان الى بيروت وقد تكللت زيارته بلقاء امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم انتصار الثورة الاسلامية في ايران، في حضور السفير الايراني في لبنان، وخلفية صورة تم تعميمها، مضمونها "انما حزب الله هم الغالبون".

تسريبات، تصريحات وتهديدات اعلامية تتناغم معها اصوات صواريخ المقاومة التي بدأت ترسم خطوط المرحلة الثالثة على الجبهة اللبنانية. ففي اليومين الماضيين استهدفت المقاومة مواقع ومراكز ومستوطنات العدو، لم تستهدف منذ العام 2006.

في المقابل، انتقل جيش العدو الاسرائيلي الى مرحلة "القنص بالمسيرات" في ظل استنفار جوي، ترافق وغارات وهمية فوق معظم المناطق اللبنانية وصولاً حتى شماله، تحليق وتصوير وتنصت هدفه رصد تحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومن له علاقة بالساحة السورية. وللمرة الاولى تستهدف المسيرات والطائرات والصواريخ قطاع غزة وبلدة النبطية في جنوب لبنان وكذلك العاصمة السورية، دمشق، في اكبر استنفار جوي وتحليق دائم وتعقب اهداف لم تشهده سماء المنطقة منذ العام 2000.

الفارق بين العام 2006 والعام 2024 ان العدو الاسرائيلي لم يكن يملك هذه العيون الالكترونية ولا اجهزة التجسس الحدودي المنتشرة على كامل الحدود، ولا كانت "اسرائيل" تستخدم الذكاء الاصطناعي في ادارة الحرب. فاستهداف المقاومة لتقنيات ومعدات الجمع والتجسس الالكتروني في اكثر من نقطة حدودية، رفع من "حرب المسيرات" في تعقب المقاومين في النبطية كما في بلدة جدرا قرب مدينة صيدا.

وقد اشارت مراكز الدراسات في الكيان، ان حزب الله منذ بداية المواجهات وحتى 6 شباط استهدف انظمة المراقبة والتنصت في جبل الشيخ وهكذا في قاعدة ميرون الجوية للقيادة والسيطرة، وقد لاحظ الخبراء ان نوعية وآلية الاستهداف تمهد لعمل عسكري محتمل تجهز له المقاومة في مزارع شبعا المحتلة والتي لم تكن ضمن نقاط "الاقتراح الفرنسي" ولا ضمن منطقة "القرار الدولي 1701".

واذا كانت اجابة المقاومة واحدة لكل الموفدين الدوليين... التهدئة تبدأ من غزة بالدرجة الاولى، في وقت تطالب "اسرائيل" مزيداً من الوقت لتذليل عقد وصعوبات اتفاق، جعل من الميدان عنوان للاسابيع القادمة حيث التفاهم المقترح لانهاء التصعيد العسكري في جنوب لبنان اصبح مؤجلاً وهكذا التهديد لمدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر، حيث يتم التفاوض على وقع العمليات العسكرية ووفق لائحة استهدافات اسمية لشخصيات مرتبطة مباشرة برؤية "قاسم سليماني – وحدة الساحات"...

اما في لبنان، فقد تم تعليق نشاط الخماسية "الرئاسي" في ظل "اتفاق مؤجل" للربيع، نعم هي لحظة اقليمية، عبر عنها وزير الخارجية الايراني بمعادلة "امن لبنان من امن ايران" وهي الزيارة الثالثة له منذ "عملية طوفان الاقصى" في 7 تشرين الاول. مفاوضات بالنار تحدد سيناريوهات "اليوم التالي" على امتداد الساحات، في منطقة اميركية وسطى اصبحت اكبر من دور الكيان الاسرائيلي.

بين مشهدية التفاوض من بيروت الى القاهرة، يصل مدير المخابرات الاميركية وليم بيرنز في الايام المقبلة الى القاهرة "عراب تسوية لم تكتمل بنودها"، في وقت استكملت ايران رسم ساحتها قبل يوم عيد العشاق. هي الخطوط الحمراء التي اصبحت اقوى من الخطوط الخضراء في انتظار رسم الخطوط الزرقاء بين قوى المنطقة.

تناغم وتكامل وتقاطع بين الموفدين والعواصم والميدان، مرحلة مابعد العام 2011 وما عرف "بالربيع العربي" تختتم قبل مرور شهرسادس على عملية "سيوف حديدية" يرسمها "ثور هائج اسرائيلي" لا يريد انهاء حماس انما تغيير دورها وربما سياسة اميركية تريد "لاعبين جدد" في محاولة جسر الهوة لمفاوضات جدية في الربيع المقبل.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني