يبدو أن هناك حراكا واسع النطاق بين جميع الاطراف لوقف اطلاق النار وإعلان هدنة بين حماس واسرائيل يقال انها ستتراوح بين شهر ونصف وأربعة أشهر. بالتوازي، لم يكن تصريح نتنياهو امس الذي أعلن فيه رفضه لمطالب حماس مفاجئًا، لاسيما تأكيده عزمه القضاء الكامل على الحركة في غزةو فخطاباته لزوم اوضاعه الداخلية الهشّة.
ولكن هل الهدنة بين حماس واسرائيل مرتبطة بهدنة مماثلة على الجبهة الجنوبية بين إسرائيل وحزب الله؟
كيف ستنعكس الهدنة في غزة على الحدود اللبنانية؟
وفي حديث لـVdlnews أكد المحلل السياسي ميخائيل عوض أن "سماحة السيد حسن نصرالله كان قد أشار في إطلالاته الأخيرة إلى أن هذا الاشتباك على الحدود بين لبنان وإسرائيل له وظائف مختلفة منها إسناد غزة وسيتوقف عندما يتم وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة".
ورأى عوض أنه: "عندما يتم وقف إطلاق النار في غزة فذلك سيلزم حزب الله بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان وحينها سيكون حزب الله منفتحا على مناقشة كل الأطروحات التي ترد والتي وردت ويكون جاهزًا للتعاطي معها".
وأضاف: "سيؤدي هذا التفاوض وفق آلياته وتأثيراته الى إعطاء لبنان التحرير الرابع وسيوقف الإعتداءات الإسرائيلية على مياهه وأجوائه ويعيد نقطة B1 والنقاط الـ13 المتحفظ عليها وبلدة الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا".
وتابع: "من المعروف أن إسرائيل تخطط لعمل عسكري تهجر بموجبه أهالي غزة إلى سيناء ثم من الضفة إلى الأردن وفلسطين الـ 48 إلى لبنان وعلى هذا يفترض مشاركة حزب الله أيضاً".
ماذا في جعبة هوكشتين؟
اشارعوض إلى أنه "غالبا ما سيطلق هوكشتين تسريبات فيها الكثير من التهديدات والتحذيرات وسيحاول الوقوف على رأي حزب الله والبحث عن أمكانية استثمار التعارضات بين الدولة والمقاومة وبين الفئات الإجتماعية والسياسية اللبنانية والمقاومة ودورها".
وكشف عوض ان "في جعبة هوكشتين وغيره عروضا كثيرة منها انسحاب قوة الرضوان إلى ما بعد الليطاني أو لمسافة تعتبرها إسرائيل آمنة وتطمئن المستوطنين ليعودوا الى منازلهم وهناك عروض كثيرة منها فك الحصار المالي والإقتصادي على لبنان وتأمين أموال للبنان لتسهيل أموره والسماح للشركات بالتنقيب عن النفط والغاز في البحر".
هل سيسمح الحزب بتمركز الجيش على الحدود؟
لفت عوض إلى أن "الجيش اللبناني وقوات اليونيفل موجودون على الحدود ولم يعترضهم الحزب يوماً لأنه هناك حديث عن تخصيص 12 الف جندي من الجيش اللبناني وإطلاق يد قوات الطوارئ في الجنوب لتعمل بحريتها".
وشدد عوض على أنه: "إذا ذهبنا إلى وقف إطلاق النار في غزة وبدأ الحديث عن إتفاق او صفقة وحصل لبنان بموجبها على كامل حقوقه بما فيها الحقوق السيادية في الجو وفي البحر وأطلقت الدورة الإقتصادية وتوقفت عملية الحصار والتآمر على الشعب اللبناني فسوف يقبل بذلك حزب الله وهذا ما دأب السيد حسن نصرالله ومسؤولي حزب الله على إعلانه".
وفي ما يتعلق بقدرة الجيش اللبناني على تسلم الحدود البرية بين الطرفين، قال عوض إن "هناك إشكالية حقيقية لأن الجيش اللبناني فقد الكثير من عديده وعلى مستويات مختلفة تحت ضغط الأزمة الإجتماعية والإقتصادية وليس لديه القدرات المادية والبشرية فإذا تأمنت حاجاته وقام بإستعادة عناصره الذين تركوا الخدمة أو قام بعملية تطويع فهذا بحاجة إلى وقت لكي يتم تأمين 12 ألف عسكري لبناني".
سيناريوهات مختلفة
وتابع عوض أننا "ما زلنا أمام سيناريوهات عدة مختلفة فالتفاوض وتبادل الأوراق في الحرب لا يعني إنتهاء الحرب فربما نكون امام زمن اطول".
وأردف: "في الحرب هناك ثلاثة أطراف هم المتحاربون وإبليس أي إنه في سياق الحرب تقع أحداث أو أخطاء قد تؤدي إلى توسيع دائرة الحرب ومدها إلى فترة زمنية طويلة ونحن في حالة حرب حيث إن القواعد والمعادلات لم ترسُ بعد للوصول الى الهدنة والحرب مفتوحة على سيناريوهات عدة".
هُدنة يعني رئاسة في لبنان
اكد عوض أنه "في حال حصول هدنة وتبين أنها ستكون طويلة ومستدامة فسيكون الإهتمام الإسرائيلي والأميركي والاوروبي والأقليمي في لبنان هو أولوية الاولويات والجميع سيسعى لإعادة بناء الدولة اللبنانية وسنكون حكماً أمام فرصة ذهبية لانتخاب رئيساً للجمهورية وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة".
ماذا وراء تأجيل زيارة وزير الخارجية المصرية؟
وعن تأجيل زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري للبنان وقبرص، رأى عوض أن: "المعطيات لم تنضج بعد فربما كانت زيارته استطلاعية يبحث فيها عن دور لمصر في لبنان واذا ما كانت تستطيع ان تسهم بالخروج بحلول للاستعصاء القائم".
وأكمل: "عندما رأت مصر أن الإتفاق لم ينجز لصالح وقف تثبيت إطلاق النار والهدنة في غزة أرجئ ليتبين "الخيط الاسود من الخيط الأبيض" بخاصة أن مصر طرف أساسي ومحوري فهي مهددة بما يجري في غزة وهي طرف أساسي كوسيط في التفاوضات".
وأشار عوض إلى اننا "سنشهد حقبة جديدة ومختلفة تماماً عما سبق عملية طوفان الأقصى وسيكون هناك جهود لمحاولة صياغة حل للصراع العربي الإسرائيلي غير الحلول الذي طُرحت ولم تجدِ نفعاً".
وقال: "قرارات مجلس الأمن والتفاوض السابق كان يقول إن حلاً كاملاً شاملاً يقوم على حل الدولتين وانسحاب اسرائيلي الى حدود ما قبل 4 حزيران في الجولان والضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة فعرقلتها اسرائيل عام 1995 والآن هناك جهود"، متسائلًا: "هل الظروف والبيئات والتوازنات تسمح بعودة حل الدولتين؟".
وأردف: "إسرائيل يحكمها الآن اليمينيون المتطرفون الذين يعتبرون ان مجرد القبول او التفكير بالإنسحاب من اليهودية والسامرة هو نسف للاساس العقائدي والأيدولوجي والديني لقيام اسرائيل، فهل تستطيع اسرائيل تحمل ذلك؟ هناك تقديرات كثيرة بأنها ستنفجر على نفسها وهذا يبدو من المستحيل أن يجري".
وأضاف: "هل الفلسطينيون سيقبلون؟ ماذا عن محور المقاومة؟ هناك علامات استفهام لأن توازن القوى بالتسعينات هو مختلف جوهرياً عما هو الآن".
وختم: "بكل الاحوال سنسمع جعجعة كثيرة في موضوع التسوية وحل الدولتين وقد لا ينتج ذلك طحيناً".