يصادف نهار الاثنين، 17 حزيران، الذكرى المئوية الاولى لإنشاء محكمة التمييز في لبنان. ففي العام 1919، وعند انسحاب العثمانيين من لبنان، وبعد ان كان "التمييز" بالمحاكم يحصل في اسطنبول، قررّ الجنرال الفرنسي ليونيل كوبين، انشاء محكمة التمييز في بيروت بهدف "عدم اعاقة سير العدالة في لبنان".
وفي المناسبة، عمل فريق اعلامي على رأسه الاعلامي سمير يوسف، على تخليد هذه الذكرى، وتعريف اللبنانيين اكثر الى القضاء، من خلال فيلم وثائقي.
شهران من التحضير، والعمل ليلا نهارا، تطلبه العمل، الذي سيعرض على المشاهدين يوم الاثنين عبر شاشة الـ"أم تي في"، بحسب ما كشف الاعلامي سمير يوسف لموقع VDLnews. 55 دقيقة من التعرّف إلى القضاء اللبناني، منذ اللحظة الاولى وحتى اليوم.
كيف تأسست المحاكم، ولماذا؟ ودور كل محكمة، وكيف تم الوصول إلى محكمة التمييز والتي تعتبر اليوم "أم المحاكم"، تفاصيل كثيرة وغيرها سيتعرّف إليها اللبناني، بفضل عملٍ من اخراج كارل حداد، اعداد وتقديم سمير يوسف، وانتاج وتنفيذ روي عقيقي.
مقابلات مع مجموعة من اكبر القضاة اللبنانيين السابقين منهم والحاليين، نذكر منهم القاضيين سعيد ميرزا وانطوان خير، سهير الحركة، وحنا سماحة، بالإضافة إلى مقابلة مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، ونائب رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي رالف رياشي، ورئيسة محاكم الجنوب القاضية رولا جدايل، كما مقابلة مع وزير العدل البرت سرحان، يعرضها العمل.
وللمفارقة، فإنّ والدة وزير البيئة فادي جريصاتي، ارليت الطويل جريصاتي، هي اوّل قاضية في لبنان، فكان لها حديث أيضا ضمن الوثائقي.
معدّ الفيلم الوثائقي سمير يوسف، كشف في حديث لموقع VDLnews، الى أنّه حاول جاهداً ايجاد ارشيف معيّن يساعده، إلاّ انّ محاولته باءت بالفشل، فهذا التقرير هو الاوّل من نوعه عن القضاء اللبناني. وقال: "جمعنا كل شي، صور من القضاة ومعلومات، حتى تمكنّا من تنفيذ الوثائقي".
ولفت يوسف إلى انّ جمعية فرع العطاء، عملت على "أرشفة" المعلومات التي كانت ضائعة بعد حريق كبير شبّ في العدلية سابقاً، والمعلومات لم تكن متاحة لأي قاض او محام قبل انتهاء فرح العطاء من عملها. وها هي المعلومات القديمة، وكل ارشيف المحاكم، باتت متاحة اليوم امام المحامين والقضاة في العدلية.
تجدر الاشارة إلى انّ جزءاً بسيطاً من الفيلم الوثائقي تمّ عرضه، امس في احتفال المئوية الاولى لمحكمة التمييز، إلاّ انّه سيبث كاملاً عند الساعة الحادية عشر إلاّ ربع من ليل الاثنين على قناة الـ"أم تي في".