لم يعلم البرازيلي رينان لودي يوماً أن جمع علب العصائر سيعود لكفاية حاجته للمال سيمكنه من الوصول إلى ارتداء قميص "السيليساو" في أكبر بطولة قارية.

ولد لودي لاعب الهلال الجديد في بلدية سيرانا التابعة لساو باولو عام 1998، والتي تصدرت عناوين الصحف قبل 3 أعوام بعد إجراء تجربة طبية على جميع سكان البلدية التي تبلغ مساحتها 125 ألفا و244 كيلومترا. وشاركت البلدية وسكانها الذين يبلغ عددهم قرابة 46 ألفا في دراسة خاصة بفيروس كورونا إذ كانت ضمن الأعلى لعدد المصابين بالوباء ليتم تطعيم جميع البالغين فيها باللقاح لتنخفض حالات الإصابة إلى 80% في الشهر اللاحق للتطعيم.

 

ظهير أتلتيكو مدريد الأيسر السابق عاش طفولة يصفها بـ "المعقدة" إذ كان والداه يعيشان في بيت واحد مع أجداده ليكون للأخيرين نصيب الأسد من رعايته وتربيته: كانت فترة معقدة إذ كان والداي يعيشان مع جدي وجدتي وهما من أثرا بشكل أساسي في نشأتي. كنت أعيش في وسط هش يسهل فيه الحياد عن الطريق الصحيح لكنني اخترت كرة القدم وقاتلت من أجلها.

وأضاف: في طفولتي كنت أقوم ببيع العلب الملقاة في الشوارع لأشتري تذكرة تمكنني من التمرين اليوم التالي. كان جدي وجدتي يفعلان كل وما بوسعهما لتأكيد نجاحي في كرة القدم حتى إنهما كانا يتكفلان بي مادياً عندما لم أجد علباً لبيعها، جدي أكثر من آمن بي وبمستقبلي وكان يفعل المستحيل لجعل الأمور على ما يرام.

 

وبعد دعم جديه لم تكن بداية لودي في كرة القدم انسيابية إذ بدأ كلاعب كرة قدم للصالات ضمن لاعبي الهجوم في سيرانا قبل الانتقال إلى بلدية ريبيراو بريتو حيث الفئات السنية لناديي كورنثيانز وسانتوس: نجحت نوعا ما في كورنثيانز ولكن كنت مجبرا أن أذهب كل يوم اثنين وهو ما لم أستطع فعله لبعد المسافة ما دعاني إلى العودة إلى الدراسة مجددا والانتظار عاما آخر. ولكني بعد ذلك كله ذهبت إلى كورتيبيا ومنه إلى أتلتيكو بارانينسي حيث بقيت لسبعة أعوام.

ومن قبل رحيله إلى أتلتيكو مدريد وأوروبا 2019، وصع لودي بصمته بالفوز بكوبا سوداميريكانا في 2018 وكأس البرازيل برفقة بارانينسي قبل أن يختتم قائمة ألقابه بالدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد لموسم 2020 – 2021.

خاض لودي 225 مباراة في مسيرته مع 4 أندية وهي أتلتييكو بارانينسي البرازيلي وأتلتيكو مدريد الإسباني ونوتنغهام فورست الإنجليزي ومارسيليا الفرنسي سجل خلالها 11 هدفا وصنع 20 بينما شارك مع البرازيل في 19 مباراة كان آخرها في نوفمبر الماضي ولم يساهم فيها حتى الآن.

 

وخطف لودي الأضواء مؤخرا في قائمة المنتخب البرازيلي بعد فشل أليكس ساندرو في إثبات نفسه في المركز وكبر سن مارسيلو ما دعا المعلق البرازيلي غوستافو هوفمان إلى امتداحه قائلا "رينان لودي يصنع الفارق بفضل أسلوبه ويتمتع بجودة عالية في التعامل مع الكرة، ويلعب جيداً أيضاً من دون الكرة لقد تعلم الكثير من الناحية الدفاعية والتكتيكية بفضل سيميوني، يغلق المساحات جيدا. من الواضح أن لودي اليوم أفضل لاعب برازيلي في مركزه.