جهاد نافع - الديار
اعادت حادثة القرصنة التي تعرض لها مطار بيروت الدولي، ملف تشغيل مطار القليعات الى الواجهة، وهو المطلب الملح لكافة شرائح عكار والشمال من تيارات وقوى سياسية، وفاعليات وقيادات وهيئات اقتصادية وسياحية واجتماعية واهلية.
فالحاجة الى مطار آخر في لبنان ملح للغاية، وكان من المفروض ان يكون مشروع تأهيل وتشغيل مطار القليعات قد دخل حيز التنفيذ منذ سنوات، الى حين الوعد الاخير من رئاسة الحكومة الحالية بادراجه على جدول اعمال حكومة تصريف الاعمال، بناء لدراسات حول الجدوى الاقتصادية والسياحية للمطار، واهميته كمطار يجمع بين الشحن والتجارة والسياحة، وما له من انعكاسات ايجابية على مستوى التنمية والنهوض باقتصاد الشمال، وتشغيل الوف الشباب من عكار الى كل المناطق الشمالية.
وكانت قدرت كلفة تأهيل مطار القليعات بحوالي ستين مليون دولار، والاستفادة من القطاع الخاص لتشغيله وفق نظام(BOT)، ووضعه تحت ادارة مطار بيروت مؤقتا الى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
واثر حادثة القرصنة في مطار بيروت، تجددت المطالبة بتشغيل مطار القليعات، وارتفعت الاصوات السياسية والنيابية والشعبية الشمالية تطالب حكومة تصريف الاعمال ورئيسها بادراج مشروع تأهيل وتشغيل مطار القليعات على جدول اعمال اول مجلس وزراء يعقد، وبالتالي تحويل الوعود التي سبق اطلاقها الى حيز التنفيذ باسرع وقت، وان تشغيل المطار كفيل بانعاش عكار والشمال والقطاع الاقتصادي برمته، عدا عما يمكن الاستفادة منه عند انطلاق مشروع اعمار سورية. كما ان تشغيل المطار سيوفر فرص عمل لحوالي 7 آلاف شاب، وتتصاعد الفرص سنويا لتقارب الـ 20 الف فرصة عمل.
يقع هذا المطار في نطاق بلدة القليعات العقارية في سهل عكار، وعلى مسافة 7 امتار من الحدود اللبنانية – السورية، وعلى الشاطئ العكاري، حيث يتمتع باهم المواصفات الفنية والتقنية التي يحتاجها اي مطار في العالم.
يبعد المطار عن طرابلس 25 كلم، وعن بيروت 105 كلم، وكان سابقا ضمن ملكية شركة نفط العراق، قبل ان يصبح ملك الدولة اللبنانية وفق معاهدة الدفاع العربي المشترك، التي وقعت سنة 1967 اثر نكسة حزيران. وعملت الدولة على تأهيله وحولته الى مطار عسكري، وقد ضم بضع طائرات حربية فرنسية عرفت بطائرات الميراج، التي اصبحت خردة غير صالحة للاستعمال.
خلال الاحداث اللبنانية تم تشغيل المطار للتواصل بين الشمال وبيروت، بسبب حاجز "القوات اللبنانية" في البربارة الذي قطع اوصال الوطن، وكانت الطائرة الاولى التي استخدمت هي طائرة بوينغ 720 لطيران الشرق الاوسط، نقلت 61 راكبا من الشمال الى بيروت، وتم تسيير ثلاث رحلات اسبوعيا، ثم اصبحت رحلتين يوميا. وكان سعر التذكرة ذهابا وايابا 28 الف ليرة للدرجة الاولى، و20 الف ليرة للدرجة السياحية. وقدر عدد المسافرين يوميا الذين استخدموا المطار بـ 300 راكب.
مساحة المطار تبلغ 5.5 ملايين متر مربع، تتألف من 3.25 ملايين متر مربع للقسم الجنوبي، و2.25 مليون متر مربع للقسم الشمالي حيث المنطقة الاستثمارية، وجرى ربطه بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية. وموقع المطار يكسبه قدرة على مواجهة العوامل المناخية المختلفة وخاصة العواصف، ومنع في محيطه نشوء مبان كي لا تعيق حركة الطيران، بحيث تستطيع الطائرات الاقلاع والهبوط بسهولة دون الحاجة الى مرشد. والمطار مجهز ج .ج. ا. الذي يسهل هبوط الطائرات حتى في اسوأ الاحوال الجوية.
يبلغ طول المدرج 330 متراً، ويمكن تطويره ليصبح 400 متر، اما عرضه ف 60 مترا ويحتوي ايضا على ابنية ومنشآت ومستودعات وقود، وهنغارات واجهزة اتصال ورادارات.
يحتوي المطار منطقة حرة مساحتها 500 الف متر مربع من شأنها تنشيط الحركة التجارية والزراعية والسياحية في عكار والشمال.
حسب الدراسات، طرح مشروع تطويره على طريقة bot بكلفة تبدأ بستين مليون دولار وتصل الى تسعين مليون دولار، وقدرت عملية التأهيل للمرحلة الاولى من مدارج ومنشآت وتجهيزات ب 54 مليون دولار. ومردوده المالي للمستثمر متوقع بنسبة 25 % لفترة استثمار لمدة 30 سنة. ولذلك من المهم جدا اعتماده كمطار تجاري، بالاضافة الى كونه مطاراً عسكرياً وافتتاحه للنقل الداخلي والتجاري مع الخارج.