"الأنباء" الإلكترونية
تتصاعد حدّة الاشتباك في الجبهة الجنوبية وقد ارتفعت وتيرة العدوان الاسرائيلي ونوعيته لا سيما لجهة عمليات الاغتيال المرتكبة، ما يُنذر بمزيد من الاشتعال في المرحلة المقبلة.
بدأت إسرائيل تُطبّق سياسة الاغتيالات في لبنان، وبعدما كانت تستهدف مواقع الحزب، انتقلت إلى استهداف قياداته بعد اغتيال القيادي في "حماس" صالح العاروري، كما تُكثّف ضرباتها خارج نطاق القرار 1701، في حين بدأ "حزب الله" باستهداف مواقع أكثر حساسية.
وبالتوازي مع التصعيد، فإن النشاط الديبلوماسي لتجنيب لبنان حرب مدمّرة تتوعّد بها إسرائيل يشهد تزخيماً، وثمّة حركة موفدين لافتة في لبنان، تسبق وصول كبير مستشاري البيت الأبيض آموس هوكشتاين، وذلك من أجل التوصّل إلى اتفاق على تطبيق كامل للقرار 1701 مع إدراج بعض التعديلات الإضافية، ووقف الاشتباك جنوباً.
الباحث السياسي أمين البشير يُشير إلى أن "الحرب في الجنوب تشهد مرحلة جديدة، وهي الوقت الضائع قبل التوصّل إلى تسوية، وفي هذه المرحلة، سيُحاول كل طرف تسجيل أكبر عدد من النقاط وتنفيذ عمليات نوعية من أجل تحقيق مكتسبات".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يستبعد البشير انفجار الأمور والتوجّه نحو حرب شاملة وواسعة، لا بل يتوقع "تصعيداً مضبوطاً"، إلى أن يحين موعد التسوية، وهو موعد غير مرتبط بانتهاء حرب غزّة، ومن المعلوم أن هوكشتاين يقود هذه المفاوضات من أجل الاتفاق.
ويتابع البشير في السياق نفسه: "إن الاتفاق يُفيد الطرفين، فالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال إن لبنان أمام فرصة تاريخية لاستكمال التحرير عبر المفاوضات، وإسرائيل تُريد تفادي حرباً لا تُريدها، قد يقدّم الطرفان تنازلات، إلّا أن ثمّة مكاسب سيحققانها، وستكون العين على ما سيحققه حزب الله جنوباً وعلى الساحة السياسية الداخلية".
إذاً، فإن اهتمام اللبنانيين كلّه سينصب على المرحلة المقبلة والتصعيد، وما إذا كان مضبوطاً أو سيخرج عن السيطرة، والتسوية التي ستلحقه والتي لا مفر منها، لأن كل حرب تنتهي بتسوية، على أمل ألا تكون على حساب اللبنانيين.