فوضى توزيع الكهرباء: الحقّ على غرفة التحكّم!
فوضى توزيع الكهرباء: الحقّ على غرفة التحكّم!

أخبار البلد - Wednesday, January 10, 2024 6:38:00 AM

الأخبار 

فؤاد بزي 


وصل التقنين القاسي إلى نهايته، وعادت الكهرباء إلى الخطوط مع تفريغ القسم الأول من حمولة باخرة الفيول في الزهراني الخميس الماضي، قبل انتقالها إلى دير عمار لإفراغ بقية الحمولة يوم السبت. ومع إعادة تشغيل مجموعات دير عمار الحرارية دخل إلى الشبكة 240 ميغاواط إضافية ليصبح ناتج الطاقة الكلّي 390 ميغاواط، بعدما كان قد تراجع إلى 150 بسبب شحّ الفيول. قد يكون تبرّؤ مؤسسة الكهرباء من المسؤولية عن تأمين الوقود مفهوماً، إلا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية انعدام العدالة في توزيع الطاقة المتوافرة بين المناطق والمستهلكين

تدنّى إنتاج الطاقة في الأيام الأخيرة من عام 2023 إلى حدّه الأدنى بسبب شحّ الفيول، ووصل الإنتاج الحراري في ذروة الأزمة إلى 150 ميغاواط بعد فصل كلّ مجموعات التوليد الحرارية عن الشبكة، باستثناء واحدة في معمل الزهراني، بحسب بيانات مؤسسة كهرباء لبنان، لتأمين الحدّ الأدنى من الإنتاج لتزويد المرافق الأساسية بالطاقة كالمطار والمرفأ ومضخات المياه والسجون.مع استفحال الأزمة خرجت محطات توزيع الكهرباء من عقالها، وسيطرت المافيات على ساعات التغذية في المناطق، وتحكّم «قبضايات الأحياء» برقاب الناس. وظهرت في بيروت «خدمة تحويل الكهرباء لعشر دقائق لاستخدام المصعد مقابل 300 ألف ليرة»، بحسب أحد العاملين في مؤسسة الكهرباء، و«في الضاحية الجنوبية فرض صاحب مولد قطع الكهرباء عن الحي الذي يغذيه لزيادة المصروف على العدّادات، وإعادة وصل الخطوط التي قطعها أصحابها بعد تركيب طاقة شمسية في منازلهم».تدني التغذية لا يعني مطلقاً الدخول في العتمة الشاملة، فالطاقة المنتجة تؤمّن ساعة من الكهرباء يومياً على الأقل، في حال وُزّع الإنتاج بشكل عادل. ولكنّ توزيع الكهرباء القليلة المنتجة على المناطق اتّسم خلال أيام الأزمة الأخيرة بلا عدالة وباستنسابية. فمقابل الانقطاع التام للتيار منذ 13 كانون الأول الماضي وحتى السادس من الشهر الجاري في بعض المناطق، وصلت الكهرباء بشكل وُصف بـ«الجيّد» إلى عدد غير قليل من المناطق، وتجاوزت ساعات التغذية في بعضها 8 ساعات يومياً لدرجة سأل فيها أحد سكان هذه المناطق «عن أي أزمة كهرباء تتكلّمون».
وبعد استطلاع عدد من الموظفين في مؤسسة الكهرباء تبيّن أنّ مشكلة التوزيع لم تنته مع العودة الجزئية للتيار بسبب مشاكل لوجستية وبشرية لن تُحلّ قريباً. فـ«خروج محطة التحكم المركزية في مبنى مؤسسة الكهرباء الرئيسي، بسبب انفجار المرفأ، عن العمل جعل من غير الممكن معرفة كيفية توزيع الطاقة المنتجة في المعامل الحرارية بعد وضعها على الشبكة»، بحسب مصادر «الأخبار» في المؤسّسة. اليوم، تتم عملية توزيع الكهرباء من أحد المباني الفرعية للمؤسّسة، وتُستخدم «آلات بدائية تسمح فقط بمعرفة تردّد الكهرباء لعدم السماح بحصول حمل زائد، لكن من دون معرفة ساعات التغذية في المناطق»، ويبقى بالتالي عدد كبير من المدن والأحياء بلا كهرباء لأيام، رهناً لمزاج الموظف أو القبضاي المسيطر، كما حصل خلال الأزمة الأخيرة.
«التوزيع فالت تماماً، والضبط شبه مستحيل»، تقول المصادر التي لا تنفي حصول «عمليات بيع لخطوط الكهرباء في المحطات التي استمرّ التيار بالوصول إليها خلال فترة التقنين القاسي، إذ لا رقابة على الموظفين فيها بسبب غياب غرفة التحكّم الرئيسي». سابقاً، كان توزيع الطاقة مراقباً من قبل المؤسّسة والتفتيش، وكان من الممكن تقديم تقارير ممكننة حول ساعات التغذية في كلّ منطقة. أمّا الآن، فيمكن للموظف المناوب في محطة التحويل الاستنساب في إيصال الكهرباء لمن يشاء من الأحياء. ففي إحدى محطات التحويل، مثلاً، قرّر موظف، بناءً على دراسة لم يطّلع عليها أحد، تصنيف المواطنين إلى فئتين، الأولى تدفع الفواتير والثانية لا تدفع. فقام بتحويل الكهرباء إلى الفئة الأولى لساعات أطول من الفئة الثانية، علماً أنّ «المخرج الذي حصل على ساعات تغذية أطول فيه عدد كبير من الفنادق والمطاعم، وهي الأقل التزاماً بدفع الفواتير»، بحسب المصادر.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني