كان من المفترض أن تكون وزارة الشؤون الاجتماعية في هذه الايام هي الوزارة السيادية الاولى وخصوصاً خلال الازمة التي تعصف في لبنان، كونها الوزارة الأساسية التي هي على تماس مباشر مع الفئات الضعيفة من الشعب اللبناني.

ولكن ما يجري اليوم هو عكس ذلك، فمن المطلوب منه المساعدة والمتابعة هو بحاجة إليها، فجزء كبير من الموظفين من دون رواتب منذ بداية العام، وجزء آخر منذ عام ونصف، ولا من مجيب، تارة الملف عند الوزير وطوراً علق عند المدير العام، ولا احد منهم يعرف الحقيقة أين، تعبوا من الاسئلة والمتابعات يتقاذفون بهم كل كرات، حاولوا اخبارهما بالاوضاع الاجتماعية وما حلّ برواتبهم المحجوزة وانها اصبحت لا تساوي شيئاً، فلم يصدقوهم ولا زالوا ينتظرون.

أما الامر المضحك الآخر فهو، انه مع زيادة تقنين الكهرباء تم تزويد الطابقين السادس والسابع اي طابقي الوزير والمدير العام بها من مولدات خاصة بالوزارة واطفائها عن باقي الطوابق، اي طوابق الموظفين التي هي على تماس مباشر مع الناس وقضاياهم. هؤلاء الموظفون بدورهم توقفوا عن عملهم بسبب انطفاء الحواسيب لديهم، وبقي من هم في طوابق العلوية متمتعون بالمكيّف والراحة.