أشعلت عملية اغتيال القيادي في الحرس الثوري الايراني رضي موسوي الاثنين في ضواحي العاصمة السورية دمشق جراء صواريخ اسرائيلية ساحة الردود لاسيما لدى الجانب الايراني الذي أكد ومنذ اللحظة الاولى أن اسرائيل ستدفع الثمن.
ولم تتوقف الردود الايرانية على حدود الوعيد والتهديد بدفع الاثمان بعدما أكد قيادي عسكري إيراني أن "دماء رضي موسوي ستصبح أساسًا لـ"طوفان الأقصى 2" وعلى إسرائيل أن تنتظر ذلك"، وفق ما نقلت العربية، وصولا الى إعلان المتحدث باسم الحرس أن الرد على الإغتيال سيكون عبر "الرد المباشر وتحركات من جانب جبهة المقاومة".
فهل تصل الردود الايرانية فعلا الى هذه الحدود مع كل ما يرافق ذلك من انعكاسات على الساحة الدولية؟ وهل تلجأ ايران الى حلفائها في المنطقة الاقرب الى اسرائيل لتصفية حساباتها؟
في هذا السياق، أكد الخبير في الشؤون العبرية حسن حجازي أن "الجانب الايراني يؤكد بأن هذا الاغتيال لن يمر بدون رد، علمًا أننا نرى عادة مجموعة من أشكال الردود الايرانية يمكن أن يتخوف منها الجانب الاسرائيلي أكثر من غيرها، الا وهي الردود ذات الطابع الامني، أي القيام بعمليات امنية ضد مصالح اسرائيلية في شرق آسيا أو اوروبا أو قبرص أوغيرها من الأماكن التي من الممكن أن تشكل بذلك استهدافًا للمصالح الاسرائلية".
وأضاف حجازي في حديث لـ vdlnews أن "الجانب الايراني يعتبر أن هذه الردود هي بمثابة رسائل أي انها اثبات بأن أي عمل اسرائيلي لا يمكن أن يمر من دون رد".
وأشار الى أن "ثمة صنف آخر من الردود التي يتعامل معها الجانب الايراني ذلك بانخراطه في دعم محور المقاومة وتزويده بالامكانيات والعتاد وهو بالتالي يعتبر نفسه في حالة صراع دائم مع الاحتلال وبالتالي يكون هذا الاخير يرد على اعمال ايرانية سابقة عبر هذا الشكل من عمليات الاغتيال".
وقال: "لا اعتقد أن نرى خروجا عن القواعد المألوفة في الردود وأن يحصل رد مباشر من قبل الجانب الايراني على المصالح الاسرائيلية فعلى ما يبدو سنشهد تأكيدا ايرانيا على هذا الشكل من الردود وعلى ان هذا العمل سيلاقي ردودا معينة من دون الكشف عن نوعية هذه الأخيرة كما تفاصيلها واماكنها".
وبالنسبة الى التهديدات المتمحورة حول امكانية احداث ردود ايرانية على شكل عملية طوفان الاقصى، اعتبر حجازي أن "بعض المواقف يمكن ان تحمل طابعًا معنويًا وهي الخطابات التي تراعي الحالة الشعبية الا أن ذلك لا يعني انها تعبر بالضرورة عن موقف رسمي صادر عن شخصيات ذات تأثير في القرار الايراني وبالتالي علينا الالتفات الى نوعية المواقف والجهات التي تصدر عنها كما سياقها للتأكد من طبيعتها".
وبالنسبة الى امكانية اعتماد ايران على الساحة السورية او على المقاومة في لبنان للرد على عملية الاغتيال، لفت الى انه "ليس من عادة الجانب الايراني ان يرد عبر حلفائه بل هو يعتمد على وسائله الخاصة في حال قرر ان يرد وهي سياسة باتت معروفة بأن هذا الاخير قادر على الرد عبر ادواته وله سياساته واعتباراته الخاصة التي تحكم طبيعة الرد"، مضيفًا: "اما بالنسبة الى الساحة السورية فهو قد يرد عبرها اذا أراد باعتبار أن الاغتيال حصل في هذه الأخيرة لكنه لا يستعمل الساحات الأخرى في هذا السياق".
وأوضح ان الايراني "يعتبر ان استشهاد الجنرال رضي اتى في اطار دعم ايران للمقاومة في المنطقة فيما أن العملية كانت موجهة الى الجانب الايراني بشكل مباشر وهو المعني الاول بالرد عنها وليس الآخرين".
وحول امكانية استخدام القصف المباشر من الساحة الايرانية باتجاه اسرائيل بواسطة الصواريخ العابرة للقارات، شدد حجازي على ان "الجانب الايراني يقول إن رده سيكون محسومًا وضمن سياقات معينة وبالتالي قد لا تذهب ايران الى هذا النوع من الردود لأن هذه الاخيرة قد تفتح الباب في مراحل أخرى الى ان يقوم الاسرائيلي باستهداف ايران من داخل فلسطين المحتلة ".
وختم: "للجانب الايراني وسائل متعددة لضرب المصالح الاسرائيلية في أكثر من مكان كما يمكن أن يتم هذا الامر عبر استهداف شخصيات او دبلوماسيين او ما شابه ذلك علمًا أن الساحة مفتوحة على اماكن كثيرة في هذا الاتجاه وبالتالي من المستبعد ان يتم الرد بشكل مباشر عبر قصف صاروخي بالداخل الايراني باتجاه اهداف داخل فلسطين المحتلة".