الجمهورية
كانت عطلة عيد الميلاد المجيد قد حفلت بتوترات شديدة في قطاعات الجنوب الشرقي والاوسط والغربي، ترافقت مع جمود سياسي خَرقته أمس زيارة وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في بنشعي في حضور النائب طوني فرنجية وقياديين من «المردة». وبحسب تصريحات النائب فرنجية الابن والنائب اكرم شهيّب كان هناك تباين حول بعض الامور «التي لا تفسد للود قضية ولا تقطع التواصل».
وعلمت «الجمهورية» من مصادر الحزب الاشتراكي انّ زيارة جنبلاط تأتي من ضمن اللقاءات التي يعقدها مع القوى السياسية في سياق سياسة الانفتاح والحوار للتوافق على ما أمكَن من ملفات تساهم في حلحلة الازمات القائمة، لذلك شمل البحث كل المواضيع القائمة وليس فقط موضوع تعيين رئيس اركان الجيش واعضاء المجلس العسكري. بل مواضيع التوتر في الجنوب وحرب غزة ورئاسة الجمهورية والوضع الاقتصادي والمعيشي إضافة الى امور اخرى.
واكدت المصادر «انّ إثارة موضوع تعيين رئيس للأركان كان في سياق الحديث وليس حصراً، وان لا مشكلة في المبدأ لدى «المردة» بالتعيين في مجلس الوزراء اذا حصل توافق وذلك من اجل انتظام عمل المؤسسة العسكرية ومتابعة مسؤولياتها الوطنية خصوصاً في ظروف الوضع الامني والجنوبي ونحن ايضا مع التوافق، لكن اولوية تيار «المردة» ما زالت رئاسة الجمهورية، وهنا كان مَكمن التباين إذ بقي موقف جنبلاط نفسه من المرشحين للرئاسة مع الاقرار بأنّ سليمان فرنجية مرشح طبيعي للرئاسة».
واشارت المصادر الى «انّ التوافق على ان ملء الشغور يجب ان يُطاول كل المؤسسات بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً الى كل الادارات بما فيها الجيش وحاكمية المصرف المركزي. وان تيار «المردة» يفضّل إجراء التعيينات في ظل رئيس للجمهورية ولكنه قد يخرق القاعدة في حال الضرورة كحالة الشغور في الجيش». وقالت: «لم يعد هناك متّسع من ترف تضييع الوقت نظراً لصعوبة الاوضاع السائدة».
وبعد اللقاء، قال شهيّب: «انّ زيارتنا هي في إطار سعينا لإخراج لبنان من الوضع الصعب الذي يمر به». وأضاف: «نشكر صاحب هذه الدار على دوره الدائم في حفظ هرمية قيادة الجيش، إن بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أو بالسعي للحفاظ على رئاسة الأركان والمجلس العسكري وذلك صوناً للمؤسسة العسكرية الأم التي حافظت على وجودها وعلى السلم الأهلي على رغم من الظروف الصعبة والدقيقة، والتي تقوم بدورها كاملاً في الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي». وأشار الى أنه «إذا كان هناك بعض التباين في المواقف بيننا وبين تيار «المردة»، فهذا لا يلغي الود والإحترام والتقدير والتواصل فيما بيننا تأكيداً على العلاقة التاريخية والوطنية التي تربط المختارة بهذه الدار».
وبدوره رحّب النائب طوني فرنجية بجنبلاط والوفد المرافق، مؤكداً «أن الدار هي دارهم على رغم من بعض التباينات في وجهات النظر بين «المردة» و«الاشتراكي»، التي لا تمنع التواصل الدائم فيما بيننا، وذلك انطلاقاً من إيماننا بالحوار وبلغة التواصل». كذلك اكد التلاقي بين الجانبين على «أن لا خروج للبنان من نفقه الأسود من دون التواصل والحوار بين مختلف الأفرقاء». وأشار إلى «أنّ تيار «المردة» يؤكد حرصه الدائم على مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية على رغم من علامات الاستفهام التي يطرحها حول مبدأ التعيينات في ظل غياب رئيس الجمهورية».
واستذكَر «كيف أننا في كل مرة نبحث عن الحلول المُجتزأة في حين أن الحلّ الفعلي هو بالتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى المؤسسات اللبنانية». وقال: «بالنسبة الى ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش العماد عون، رأينا أنّ البديل عنه هو الذهاب بالبلاد الى المجهول وهذا ما دفعنا الى الموافقة على هذا التمديد. واليوم، نلمس أن هناك حرصا كبيرا لدى المؤسسة العسكرية ولدى الحزب التقدمي الاشتراكي على المجلس العسكري، وذلك حفاظاً على انتظام العمل في صفوف الجيش. وانطلاقاً من هنا، نؤكد اننا مستمرون في الحوار مع جميع المعنيين لإيجاد الحل الملائم لهذا الموضوع منعاً لأي تأثير سلبي على حسن سير العمل في المؤسسة العسكرية».