إلى زميلنا نعمة الله كريدي في السنويّة الأولى لغيابه
في حساب الزّمن، عمر غيابك صار سنة..
في حساب الشّوق، عمر غيابك صار دهرًا..
هنا، عندنا على الأرض، يتغيّر الكثير في سنة..
هناك، عندكم، كيف يمرّ الوقت؟
هنا، بعد سنة، ما زلنا، حين نطلب الرقم 132، نكاد نسأل المجيب: "نعمة الله هون؟".. لكن قبل أن ينطق لساننا بالسؤال، يُنبّهنا عقلنا أنّ نعمة الله "صار هونيك"..
في سنة، هنا، معًا، كان يُمكن أن نضحك ونمزح ونزعل ونصرخ ونتخاصم ثم نتصالح.. كان يُمكن أن تفعل أمورًا كثيرة..
في سنة، هناك، ماذا فعلت خلال 365 يومًا؟ ماذا تفعلون في يومياتكم؟ هل تعرفون ما نفعله نحن في يومياتنا؟ هل تعيشون في سكون مطلق؟ هل الصمت مزعج؟ هل التقيت بمن كنتَ تعرفهم هنا وسبقوك او لحقوك الى هناك؟ هل تتكلمون مثلنا؟ هل تستذكرون حياة عشتموها هنا ذات زمن؟
سنة من عمر انسان هنا، يحدث فيها الكثير، وتفاصيلها تحتاج الى وقت طويل لنرويها.. لو أمكنك ان تخبرنا عن هناك، هل حدث ما يستحقّ أن ترويه لنا؟
نعمة الله.. نفتقدك في لحظات كثيرة.. لكنّ طيفك هنا.. كلّما افتتحنا الارسال بصباح الخير واختتمناه بتصبحون على خير، نشعر بك تطمئنّ وتُطمئننا أنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام..
"نونو"..
في حساب العقل، أنت الآن صورة وذكرى..
في حساب الإيمان، أنت الآن في قلب الله.. قائم معه الى الأبد..
"خَلِّ عينك علينا" وعلى كلّ من أحبّك هنا...