دوخةٌ وطنيَّة بين قاضٍ مستعجل ونائبٍ مسترخِص ووزيرٍ مستذكِر
دوخةٌ وطنيَّة بين قاضٍ مستعجل ونائبٍ مسترخِص ووزيرٍ مستذكِر

خاص - Wednesday, July 1, 2020 1:44:00 PM

 
الإعلامي بسّام برّاك
 
هنا بلدُ اللامَلل.
تتتالى الأنباءُ عليك فتصابُ إما بجلطة فكريّة وإما بصعقة قلبيّة وإما بدوخة وطنيّة.
فماذا يحدث؟ 
 
كيف لدعوى من مدوّنة إلكترونيّة أن تستعجل، حثيثًا، قاضيًا اختصاصُه أساسًا العجلةُ كي لا نفسِّرَ العجلةَ بالاستعجال، ليعلّق عطلة سبتِه كُرمًا لحزبٍ محليُ، وإن شئتم أبعدَ قليلا من محلياتنا مُسّت شؤونُه وشجونُه بكلام تدخليٍّ من سفيرة امرأة غريبة عن أراضينا في سياق مقابلة لقناةٍ زميلة غيرِ محليّة أي غريبة بدورها عن أراضينا، فأخذ القاضي في درب استعجاله القنواتِ العاملة في فضاء الأراضي اللبنانيّة مانعا إيّاها من محادثة المرأة الغريبة لسنة وإلا...ومن حينها صارتِ السفيرة تتكلم أكثر ..وهذه جلطة فكريّة..
 
وماذا يحدث بعد؟ "لبنان بلدٌ رخيص" هكذا قال سعادتُه إذا ما وظفنا قيمة الدولار مقابل الليرة ... إلهي!
كلامُ سعادته ورد في سياق مقابلة بطيئة لا يستعجلها الهمُّ الإنساني متلفزةٍ غير ِ إلكترونية.
من المؤكّد أن لبنان رخيصٌ في قائمة الدول، نعم ..
لبنان يتردّى ويتراجع ولا قيمةَ لعملته، نعم...
وأنه ليقف على قدمَين: واحدةٍ من ليرة وثانيةٍ من اقتصاد يلزمه ترخيصٌ عالمي بسبب رخصِ تسعيرته، نعم، لكن بالنسبة للشعب العامل الكادح المطرود من وظيفته، و لربّ الأطفال والكبار لا ..سعادتك! فمعادلتُك المصرفية قضت ما يوحي بأنّ المئة ألف تساوي خمسة عشرَ دولارا أو ربما ستصير تساوي خمسة دولارات مع نشر هذا المقال، وهكذا استسهلتَ لدى المواطن أن يبذّر ما بين حفنتيه من دولارات فيدعوَ صحبَه الى المطعم ويسدّدَ الفاتورة مرتاحَ البال كما فعلت وأخبرت.. سعادتك!
أستاذ، المشكلة ان الدولاراتِ الباقيةَ وهميّة، والمحسوسة طارت... ربما هي في جيوب محدّدة لكن في جيوب المواطنين لا، فنحن كارثتنا تهريبُ الدولارات ومن حينها لا نملك إلا الخيبات. عذرًا سعادتَك كان بودّي مشاطرتُك العمليُةَ الحسابيّة المبسّطة لكن عقد الحياة اليومية الاقتصادية تحول دون شطارة المشاطرة أو التشاطرِ على الواقع الخائب .. وهذه صعقة قلبيّة.
 
وماذا يحدث بعدَ البعد؟ ...تجد الوزيرَ يسرد مشهديّة من سيرته الشخصيّة باستمالةٍ ذكيّة من زميلٍ محاوِر محترف ليتذكّر الضيف ويذكِّر- مَن ربما نسَوا في أزماتِنا الراهنة الماضي الأسود- أنه قتل شابّين من حزب قوي! يا لَقوّة وقع الكلمة تليها كلمةٌ اكثرُ قوةً انه من حينها وهو بحماية مَن كان المسؤولَ عنه آنذاك الى اليوم والغد وما بعدَه...
معاليك ، بالله عليك لو تذكّرت كيف أسعفت ملازمًا من رتبتك يومًا في الجبهة أو كيف أنقذت مَن دونك رتبةً، ألم يكن أفضلَ من إشعال مواقع التواصل بذاكرة رصاصتَين لم يخبُ وهجهما حتى اللحظة. فالحديثُ عن التداوي يطيِّب جراح النفس، والكلام على وهب الحياة لترتفع نسبتُها أنسبُ من التداول في أسهم الموت.
من حينها صار سؤال الناس إيّاك عن الأمان أشدَّ إلحاحًا، وقد لا نلقى جوابا عنه إلا في وعي الذاكرة أو لا وعيها... وهذه دوخة وطنيّة!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني