لم تتوقف الزيارات الى لبنان قبل وبعد حرب غزة ولكن، محور هذه اللقاءات اختلف. فمنذ مغادرة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قصر بعبدا، ازدادت حركة الوفود القادمة الى لبنان لحل مشكلة الفراغ. وتخللت هذه السنة بعض الخروقات لحل مسألة الرئاسة وملء فراغ حاكمية مصرف لبنان ومدرية الامن العام.
فتقاطع التيار الوطني الحر مع المعارضة على اسم الوزير السابق جهاد أزعور مقابل تمسك الثنائي الشيعي بالوزير السابق سليمان فرنجية لم يفضِ الى انتخاب رئيس جديد للبلاد، الا انه وبعد فترة وجيزة نشأ حوار بين كل من حزب الله والتيار الوطني الحر لحل مشكلة الرئاسة ولكن، بموافقة "الحزب" على مطلبين اساسيين للتيار هما (اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني) للمضي بترشيح فرنجية.
استلم اللواء الياس البيسري مديرية الامن العام بعد تخبط بين القوى السياسية، ومن بعدها ظهرت اشكالية حاكمية مصرف لبنان الى ان تسلّم نائب الحاكم الاول وسيم منصوري زمام الامور بالإنابة. وقد ظهرت اليوم مشكلة جديدة باقتراب نهاية ولاية قائد الجيش جوزيف عون في كانون الثاني، وسط تخبط بين من يريد التمديد له عبر مجلس النواب او الحكومة وبين رافض له. فأين أصبح هذا الاتفاق بين الطرفين؟ وهل وضع ملف انتخاب رئيس الجمهورية في الثلاجة الى حين انجاز تسوية خارجية؟ وما موقف التيار من التمديد؟
7 تشرين الاول لم يكن يوماً عادياً على اسرائيل بحيث دخلت حركة حماس اسرائيل براً وجوًا وبحراً واحتلت المستوطنات وأخذت من المستوطنين والجنود أسرى لديها. ولم تدرك اسرائيل ماذا حصل حتى بدأت باستعادة مستوطناتها وقصف غزة لإعادة الاسرى ورد اعتبارها ازاء ما حصل. في المقابل، تأهب حزب الله وبدأ بإطلاق الصواريخ على الثكنات العسكرية. وبعد مرور شهر على الحرب على غزة وجنوب لبنان، أتت الهدنة وسيطرت على كل الجبهات فتوقف إطلاق النار وبدأ تبادل الاسرى. وبعد 9 ايام عاود الجيش الاسرائيلي القصف على جنوب وشمال غزة وعادت التوترات في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، وترافق كل هذا مع اعلان حركة حماس في لبنان عن تأسيس "طلائع طوفان الاقصى" داعية الراغبين بالانضمام اليها. فما موقف التيار الوطني الحر من التنظيم الحمساوي الجديد في لبنان؟ وما هي مهمة مدير المخابرات الفرنسية في لبنان؟
في حديث لـ Vdlnews أكد النائب أسعد درغام ان "موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كان واضحاً في ما خص "تنظيم طلائع طوفان الأقصى" فكل النشاطات العسكرية على أرض لبنان مرفوضة".
وتابع: "الدولة اللبنانية موجودة ويجب تطبيق الانظمة، والقرار الذي أتخذ من قبل حماس غير مقبول ويجب عدم استخدام لبنان منصة لغايات خارجية".
وأضاف: "بالرغم من تعاطفنا مع القضية الفلسطينية ومع الفلسطينيين وادانتنا كافة الاعمال التي تقوم بها اسرائيل ولكن، هذا لا يعني ان ارضنا تستباح وتستعمل مثلما استعملت في الماضي لتوجيه رسائل خارجية وهذا الامر اساسي بالنسبة لنا وهذا الشيء مرفوض على جميع الاصعدة".
اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني
كشف درغام عن ان "هذه الاجتماعات بعد حرب غزة قد توقفت بالرغم من وجود اتصالات وتنسيق بين الطرفين، إلا ان هذه الاجتماعات قد توقفت فيما يخص اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني".
التمديد لقائد الجيش
اشار درغام الى ان "موقف التيار الوطني واضح في ما خص التمديد لقائد الجيش جوزيف عون وهذا الموقف كان مبدئيا مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واللواء عباس ابراهيم المدير السابق للامن العام وقائد الجيش السابق جان قهوجي وقائد الدرك".
وأردف: "ليس هناك اي شيء شخصي تجاه قائد الجيش او غيره ولكن يجب عدم التمديد لاي منصب في الدولة".
موازنة 2024
رأى درغام أنه "عند انتهاء لجنة المال والموازنة من دراسة الموازنة وقيامها بعمل جبار لتصحيح ما يمكن تصحيحه لأنها مليئة بالشوائب، سيجتمع تكتل لبنان القوي لاتخاذ القرار المناسب لحضور الجلسة او التغيب عنها".
مدير المخابرات الفرنسية... والمهمة سرية
من ناحية أخرى كشف درغام انه سمع من الاعلام عن مجيء مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه على رأس وفد الى لبنان لتطبيق 1701 ولكن، لم يلتق أي احد من التيار الوطني الحر.
وقال: "الاحداث التي حصلت والتي تحصل أخذت الاهتمام من ملف رئاسة الجمهورية وسحبته من الواجهة ولكن، يجب انجازه باسرع وقت لان جميع المؤسسات أصابها الشلل الواحدة تلو الاخرى ولبنان بحاجة إلى انتظام عمل المؤسسات وهذا بحاجة الى انتخاب رئيس للجمهورية".
في الختام، يبقى لبنان في مهب الريح والكل يغني على ليلاه فهل المواطن يستطيع أن يتحمل المزيد من الفراغ في المؤسسات لاسيما مع تراجع الوضع الاقتصادي والامني والاجتماعي في البلد؟ وهل ستكون زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ذ جدوى في السعي لتطبيق القرار 1701 مقابل الانسحاب من كفرشوبا والغجر ومزارع شبعا؟