فادي عيد - الديار
أبدى الوزير السابق مروان شربل لـ"الديار" عن إرتياحه للموقف التوافقي من كافة القوى السياسية والحزبية اللبنانية مما سمي بـ"طلائع طوفان الأقصى"، رافضاً استعادة ما كان يسمى بـ"فتح لاند" بأي شكل من الأشكال، "لأن اللبنانيين على اختلافهم ذاقوا الأمرّين في تلك المرحلة".
وما إذا كانت هذه الطلائع تستحضر الماضي المشؤوم في العام 1975، أكد أن "هذا الأمر لن يحصل، لافتاً إلى البيان الذي أصدرته قيادة حماس، والذي ذكرت فيه أن هذه الطلائع لن تقاتل من لبنان، وأن الموضوع أتى على خلفية تأييد الشباب الفلسطيني لحماس في المخيمات ألـ12 الموجودة في لبنان، لهذا أرادوا التواصل معهم وجمعهم، لكن من دون أي عملية تسليح لهم، ومن غير المسموح لهم الذهاب إلى الجنوب، الأمر الذي يرفضه أيضاً حزب الله، لأن الضرر الأكبر من خلاله سيلحق بأهل الجنوب".
وعما آل إليه الملف الرئاسي، شدّد أنه "علينا انتظار حرب غزة، وهذه مشكلة البلد الذي ترتبط أموره الداخلية دائماً بما يحصل في الخارج، لأن القرار في غالبية الأوقات كان موحى به من الخارج، فنحن لا ننتخب رئيسا للجمهورية كما نريد، ولا نؤلف الحكومة التي نريدها، ولا نعيِّن حاكم مصرف لبنان الذي نريده، ودائماً كان الخارج يفرض علينا ما يريده، هذا بالإضافة إلى أننا منقسمون في الداخل".
إذن أنت توافق على ما يحكى عن أن نتائج حرب غزة ستكون الناخب الأول في الإستحقاق الرئاسي اللبناني؟ أجاب: "ليست هي من سيسمّي، إنما حزب الله سيتمسّك أكثر بمرشّحه في حال ربحت حماس في غزة".
هذا يعني أن حظوظ الوزير سليمان فرنجية سترتفع؟ يجيب: " لا بد أن ترتفع حظوظ فرنجية، لكن لا أعلم ما إذا كانت هناك قدرة لفرضه، لأن الأمر بحاجة إلى التأييد المسيحي إما من القوات اللبنانية، أو من التيار الوطني الحر".
وعن قراءته لما يحصل على خط قيادة الجيش، أكد "أنه خلاف سياسي، والخلاف السياسي بشكل دائم على المراكز المسيحية، ولنتذكر أن المدير العام للأمن العام استلم مركزه ولم يحتجّ أحد".
وحول ما يحكى عن ترسيم المنطقة، لفت إلى أنه "علينا انتظار حرب غزة، ولسوء الحظ بتنا كلبنانيين مرتبطين بغزة واليمن ودول الخليج وسوريا، فنحن لم نشعر يوماً أننا مستقلون بشكل حقيقي، أم بإمكاننا اتخاذ أي قرار بمفردنا، وحتى بعض النواب يتحدّثون عند سؤالهم عن سبب عدم انتخاب الرئيس العتيد، يقولون ننتظر الخارج، فنحن لم تعد لدينا الحرية الكافية، بحيث أصبحنا تابعين، وأكبر دليل أننا منقسمون، وكل طائفة في لبنان تتبع دولة خارجية".
وعن المخاوف على لبنان الواحد، رأى أن أي طرف لبناني لا يريد التقسيم، من الممكن في أقصى حدّ من تطبيق الدستور يمكن أن نذهب إلى حدّ مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية الموسّعة، وهذا أقصى ما يمكن أن نحقّقه، فجمال لبنان بهذه الخلطة الموجودة فيه".
وحول مستقبل المسيحيين، أبدى شربل مخاوف على المسيحيين من أنفسهم، لا سيما بين الموارنة بالتحديد، فعليهم كما هناك الثنائي الشيعي، فليكن هناك ثلاثي أو رباعي ماروني، وساعتئذٍ أؤكد أن المسيحيين يتشبّثون بلبنان لأن قسماً كبيراً من المسيحيين يهاجرون ليس خوفاً من الشريك الآخر، إنما من الخلافات المسيحية ـ المسيحية".