أكّد السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف أنّ “الوضع في الجنوب اللبناني صعب جداً، لا سيما بعد الكارثة التي شهدها قطاع غزة في خلال الشهرين الماضيين وعادت واندلعت مع مطلع الشهر الحاليّ”.
روداكوف وفي حديث خاص لـ “النهار” اعتبر أنّ “روسيا تبذل الكثير من الجهود على مستويات مختلفة للوصول إلى وقف فوريّ لإطلاق النار وعدم الاكتفاء بالهدنة الإنسانية الموقتة، لذلك نطلب من كل الأطراف في غزة التوقف الفوري عن إطلاق النار، وهذا ما حاولنا التوصل إليه عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكننا ومع الأسف فشلنا”.
وأضاف: “حاليًا هناك بعض البلدان التي ترفض وقف إطلاق النار في غزة على الرغم من أن الواقع الميداني في القطاع يشكّل صعوبة وخطرًا على شعوب المنطقة المختلفة وليس فقط لغزة وأهلها”.
واعتبر أنّ “قطاع غزة يعاني من العقوبات والحصار القاسي جدًا، والمعاناة الناتجة عن الحرب، تطال كلّ مكوّنات الشعب في غزة والمدنيين منهم بشكل خاص ولا تقتصر على “حركة حماس” وجناحها العسكري”.
وعن واقع جبهة جنوب لبنان، قال السفير الروسي في لبنان: “من خلال التصريحات الصادرة عن طرفيّ النزاع، نفهم انتفاء الرغبة في استمرار العمليات القتالية. وغياب النية في توسيع نطاقها. والأمور في جبهة جنوب لبنان مرتبطة بما يحصل في غزة، فمع انطلاق الهدنة في القطاع انتهى وجود أي شكل من أشكال الحرب في الجنوب اللبناني”.
وعن القرار ١٧٠١ وإمكانية العمل عل تطويره أو إيجاد بديل له أكّد أنّه “لا بد من التذكير أن القرار أبصر النور في العام ٢٠٠٦، أي مباشرة من بعد حرب تموز، ومنذ ذلك الوقت حتى تاريخ اليوم تمكن هذا القرار من فرض الهدوء في جنوب لبنان، وبالتالي يمكن القول أن هذا القرار نجح في الوصول إلى هدفه على الرغم من بعض الخروقات الممكن وضعها في خانة غياب التنفيذ الواضح والشفاف من قبل كل الأطراف المعنية.
وبالنسبة للنقاش حول ضرورة تغيير القرار ١٧٠١، نسأل، إذا تمكن القرار من العمل خلال فترة عشرين سنة، فهل يكون من الواجب تغييره؟ علماً أننا لم نسمع أي تصريحات جديّة من المعنيين حول هذا الموضوع”.
وحول إمكانية المقاربة بين الحرب في غزة والحرب الدائرة في أوكرانيا، أشار روداكوف إلى أنّ “هناك موقف الغرب الذي يصعّد ويدفع نحو شن الأحداث الأمنية في غزة كما في أوكرانيا، لكننا وفي عمق الأزمتين نجد أن هناك إشكاليات تاريخية متعلقة بالأزمتين، فبالنسبة للعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا يمكن العودة إلى العام ٢٠١٤، وفي الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية لا بد من العودة إلى العام ١٩٤٨، والإشارة إلى الجزء التاريخي لهاتين الأزمتين هو للتأكيد أنه في هذا المسار التاريخي لم يتم إيجاد الحلول المناسبة لهما، ما أوصلنا الى النتائج التي نحن عليها اليوم”.
وتابع : “عبر السنوات اقترحنا عدة حلول ممكنة لوقف القتال مع الشعب الأوكراني ونفس الأمر حصل في قطاع غزة، إذ تم اقتراح عدة حلول ممكنة لكن لم يكتب لها النجاح”..
ورأى روداكوف، أنّ “الحرب على غزة أظهرت للعالم المعايير المزدوجة التي يتعاطى فيها الغرب، والرأي العام الدولي المساند للقضية الفلسطينية بدا واضحًا من خلال المسيرات والمظاهرات”.
وختم قائلاً: “التسوية النهائية بين فلسطين وإسرائيل تتطلب رغبة ليس فقط من قبل طرفيّ النزاع، بل من كل المجتمع الدولي، وحلّ الدولتين على الرغم من صعوبته إلا أنه يبقى ممكنًا، لذلك نؤكد للمجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة أنّه لا يمكن الوصول إلى حلّ عبر استخدام القوة ولا يمكن لأيّ دولة أن تحقق انتصارًا عبر الأعمال القتالية والوحشية الدائرة في غزة”.