العربية
فيما لا تزال الدبابات الإسرائيلية تتحرك في شمال قطاع غزة، وتحشد الآليات على مشارف حي الشجاعية ومدينة جباليا، ألمحت إسرائيل إلى أن عملياتها شمالاً أوشكت على الانتهاء.
وقال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إن "قوات المدرعات والقوات البرية الأخرى تقترب من إنجاز مهمتها العسكرية في شمال القطاع".
كما أضاف البريجادير هشام إبراهيم لراديو الجيش الإسرائيلي أن "الأهداف في الجزء الشمالي تم تحقيقها تقريباً". وقال "لقد بدأنا بتوسيع التحركات البرية لتشمل أجزاء أخرى من القطاع بهدف واحد، ألا وهو الإطاحة بحركة حماس"، وفق تعبيره.
رد القسام
أتت تلك التصريحات بالتزامن مع استعداد القوات الإسرائيلية لتنفيذ توغل بري جنوب غزة في خان يونس.
كما جاءت بينما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن اشتباكات عدة اندلعت في حي الشيخ رضوان شمالاً، وفي محاور أخرى شرق القطاع، حيث استهدفت 5 دبابات و5 ناقلات إسرائيلية.
وكانت الحركة الفلسطينية أعلنت، أمس الأحد، أن 70% من الآليات الإسرائيلية انسحبت من مناطق شمال غزة.
أكبر مصدر قوة لحماس
يشار إلى أن قادة إسرائيل العسكريين يسعون للسيطرة على جباليا والشجاعية شمالاً، لاعتقادهم بأن هاتين المنطقتين تمثلان أكبر مصدر قوة لحماس.
فقد كلفت الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي بمهمة الدخول إلى جباليا، واحتلال مخيم جباليا للاجئين أيضا، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت".
كما يتوقع في الوقت نفسه، أن تطلق القوات الإسرائيلية عملية بقيادة الفرقة 36 لاحتلال حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
لكن محللين عسكريين يرون أن ما يحدث مجرد "تخبط لدى الجيش الإسرائيلي أكثر من كونه تطبيقا لخطط عسكرية".
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري واصف عريقات لوكالة أنباء العالم العربي، إن الانسحاب من مناطق في الشمال جاء تحت تأثير ضربات المقاتلين الفلسطينيين "وإذا ما كان هناك استبدال للخطط العسكرية فإنه يقع تحت هذا التأثير".
كما اعتبر أن "هناك تقدير موقف في أوساط الجيش الإسرائيلي بأن بقاء القوات في أماكنها سيعرضها لمزيد من الخسائر، وهذا يدل على نجاح المقاتلين في منع الجيش من الثبات في المنطقة".
ولم يستبعد عريقات أن تشهد مناطق الشمال المزيد من الانسحابات في الأيام المقبلة، في ظل ما قال إنه "غياب للمعلومات الاستخبارية عن قدرات الفصائل الفلسطينية وأماكن المسلحين".
في الأثناء، واصلت إسرائيل قصفها على مناطق الشمال لاسيما في الشجاعية وحي الزيتون وجباليا، ما أدى إلى سقوط أكثر من 30 قتيلاً اليوم فقط.