نظمت "جمعية عدل ورحمة" ورشة عمل حول مكافحة الإدمان على المخدرات بعنوان "المخدرات... عبودية معنوية وجسدية" شارك فيها مسؤولون عن المدارس، وتم خلالها إطلاعهم على الحملة التي تنوي الجمعية القيام بها لمكافحة الارتهان للمخدرات والتوعية من مخاطرها وتستهدف التلاميذ والأهل والأساتذة والإداريين العاملين في المدارس.
بداية تحدث رئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني عن مركز الإيواء-الرابية التابع للجمعية الذي يستقبل مدمنين على المخدرات، يخضعون للعلاج والتأهيل بهدف إعادة دمجهم في المجتمع. وقال: "من خلال خبرتنا في هذا المضمار والرسالة الإنسانية التي نضطلع بها لمسنا أن المخدرات تقتل النفس والجسد معا أحيانا. لذا من خلال "العلاج بالبدائل" نحاول إعادة معنى الحياة إلى المرتهنين سابقا للمخدرات، ونكافح معهم ونناضل ضد المخدرات أي ضد الموت البطيء الذي يضع المدمن نفسه وجسده فيه".
وتابع: "تغزو المخدرات مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويقبض الأفيون والكوكايين على أرواح الأبرياء، ويتحكمان في حياتهم، فيتحولون إلى مرضى نفسيين، في المقابل تتضاعف ثروات تجار المخدرات ومروجيها على حساب "أساليب الموت".
وحذر من أن "المخدرات تهدد كل برنامج تعليمي ومشروع إنساني، وتقضي على الأحلام وخطط التقدم نحو الأفضل. لذا لا بد من المعالجة العلمية والمثابرة في تنظيم حملات توعية وتطبيق عمليات استباقية من خلال معالجة الأسباب وليس النتائج فحسب". وشدد على "أن النضال ضد المخدرات ينبغي أن يتم من خلال التصدي للفقر والعنصرية والتهميش. لا بد من تضافر الجهود لحماية الأشخاص ومستقبل المجتمع، باعتماد وسائل إنسانية ومالية على مستوى الكارثة. هذا الانتقال يكون من ثقافة عنف وحرب وإذلال إلى ثقافة سلام وكرامة ولا عنف".
وتحدثت الأخصائية في الاجتماعي دنيز بو نصار عن مركز الإيواء وشرحت كيفية استقبال المرضى النفسيين وتقديم العلاج لهم، وتطرقت إلى أهمية الوعي المطلوب اليوم من التلامذة والأهل لمكافحة الارتهان والتعلق بالمخدرات. وعرضت مضمون الحملة التي تتوجه إلى الأهالي والتلاميذ والإداريين من خلال عقد لقاءات معهم.
بدورها تطرقت الممرضة الأخصائية ريتا عقيقي إلى أنواع المخدرات المنتشرة في لبنان والأضرار الناجمة عن استعمالها، ولفتت إلى أن لبنان من أكثر البلدان التي تزدهر فيها تجارة المخدرات والترويج لها.
أما الأخصائية النفسية جنيفر جرماني فتناولت التوترات والظروف التي تؤدي إلى اللجوء إلى الكحول والمخدرات، والآلام النفسية والجسدية التي يعاني منها المدمن وتأثيرها على حياته وحياة أفراد العائلة، وحذرت من التمادي في استعمال المخدرات، وشرحت خطة التوعية للأولاد والتلاميذ.
أخيرا تحدث المحامي إيلي معلوف عن كيفية توقيف المدمنين وتجار المخدرات والمروجين لها، وفق القانون اللبناني، وألقى الأضواء على لجنة مكافحة الارتهان للمخدرات التي تعنى بمتابعة المدمنين، وتعمل على ألا يتم تحويلهم مباشرة إلى السجون بل إلى مراكز العلاج، وهنا يكمن دور "جمعية عدل ورحمة" كونها من المراكز التي ترافق المدمنين وتعالجهم عبر تعاونها مع وزارة الصحة وبعض الجمعيات التي تقدم الإرشادات والمساعدات بهدف وضع حد لآفة المخدرات.
وخلال ورشة العمل تحدد مضمون وبرنامج الحملة التي سترافق المدارس الأشهر المقبلة بداية من هذا الشهر، من خلال التعاون بين "جمعية عدل ورحمة" وإدارات المدارس.