فائض الشكوك والمتاريس.. في انتظار لودريان
فائض الشكوك والمتاريس.. في انتظار لودريان

أخبار البلد - Tuesday, November 28, 2023 6:33:00 AM

تصوير: نبيل إسماعيل

النهار

يصل الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، الى بيروت مساء اليوم ايذاناً بانطلاق الفصل الرابع من مهمته المتصلة أساسا بالمبادرة الفرنسية لحل الازمة الرئاسية في لبنان، والتي ترددت معلومات فرنسية عن “تمددها” نحو اثارة الوضع الخطير في لبنان في ظل المخاوف من انزلاق الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الى اشتعال حرب. وعشية انطلاق لودريان غدا الأربعاء في لقاءات تشمل المسؤولين الرسميين ورؤساء كتل وأحزاب ونواب مستقلين ضمن برنامج يمتد ليومي الأربعاء والخميس، غلبت الشكوك الداخلية المتزايدة في امكان توافر فرصة جدية مختلفة عن المرات السابقة لإحداث اختراق في الازمة الرئاسية التي تشكل صلب مهمة لودريان الذي سيكون استبق وصوله الى بيروت بزيارة للرياض. ولكن هذه الشكوك التي أبدتها جهات عدة من اتجاهات سياسية متناقضة أبرزت في المقابل ان الفرنسيين لم يبلغوا أي طرف رسمي او سياسي أي معطيات دقيقة حول ما سينقله لودريان ان في ملف الأزمة الرئاسية المستعصية على الوساطات والمساعي الخارجية والداخلية وان على صعيد الملف الطارئ المتصل بالوضع على الحدود اللبنانية مع إسرائيل في ظل التحذيرات الفرنسية التصاعدية لـ”حزب الله” وايران تحديدا من خطورة “توفير” الذرائع لإسرائيل لشن عدوان جديد واسع على لبنان.

وتبرز المعطيات الداخلية عشية وصول لودريان ترقبا لان ينقل مزيدا من المعطيات التفصيلية في شأن المخاوف والتحذيرات الفرنسية هذه خصوصا انها اقترنت بكلام عن ان من جملة أهداف اندفاع باريس الى تحرك جديد في لبنان التحسب لمفاوضات تتصل بإعادة تنفيذ القرار 1701 بحذافيره وما المقصود بـ”المفاوضات” واي اطار يرسم لها. وتشير هذه المعطيات الى ترجيح ان يكون الفرنسيون يمارسون أقصى درجات الضغوط على القوى اللبنانية ، بدعم ضمني واضح من الدول الأخرى الأربع في المجموعة الخماسية اي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ، من اجل حمل هذه القوى على تحمل مسؤولياتها في انهاء ازمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع المواقيت لان الواقع الناشئ في المنطقة منذ اندلاع حرب غزة سيضع لبنان في مهب الضياع والمجهول ما دام يعاني ازمة دستورية وسياسية مفتوحة. واما في الملف الرئاسي وفي ترقب ما سيبلغه لودريان الى من سيلتقيهم من توجهات وأفكار ومواقف جديدة ام قديمة ، فبدا شبه محسوم ان الموفد الفرنسي لن يلمس لدى القوى والكتل اللبنانية أي جديد طارئ في مواقفها السابقة، على ما تؤكد كل المعلومات المتجمعة عن مواقف الافرقاء . بما يعني ان أي رهان على تحريك للانسداد في الازمة ستكون معقودا على ما سيحمله لودريان لا اكثر ، والا فان مهمته ستعود الى الدوران في الحلقة المفرغة.

في أي حال لم يبتعد الوضع السائد في الجنوب عن التحركات السياسية والمواقف في الداخل امس . فبعد عودتها الى بيروت اثر مشاركتها في جلسة مجلس الامن حول القرار 1701 جالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية، ثم على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأعلنت فرونتسكا من السرايا انها أبلغت الرئيس ميقاتي عن لقاء مجلس الأمن في نيويورك “وما قلته في كلمتي بالنسبة إلى القرار 1701 وضرورة التمسك به وتنفيذه على أرض الواقع، وكيفية حماية لبنان من الحرب في المنطقة، إضافة الى موضوع الإصلاحات ودور مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية. وذكرّت بأن مجلس الأمن يهتم كثيرا بموضوع لبنان لأن له دورا استراتيجيا في المنطقة، كما ان موقف مجلس الأمن موحّد في شأن لبنان”.

جعجع و”الوشوشات”

أما في المواقف المعلنة من مهمة لودريان فأكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” أنّ “الهدف من زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ليس واضحًا حتى الساعة ونحن في انتظاره. أما لجهة ” بعض “الوشوشات” التي نسمعها عن أنّ إيران وحزب الله يعملان على مقايضة بين تنفيذ حزب الله القرار 1701 والخروج العسكري والأمني من الجنوب في مقابل إعطاء الحزب رئاسة الجمهورية ، فأشدّد على أنّ الرئاسة ليست للمقايضة أم للمساومة وبالتالي هذه وشوشات فاشلة لن تسفر عن أيّ نتيجة”. وتوجّه جعجع إلى كلّ من يفكّر بهذا الطرح قائلاً “إن الرئاسة الأولى ليست قطعة غيار في سيّارة معطّلة نستبدلها إن تعطّلت، بل هي المنصب الأول والأهمّ في الجمهورية اللبنانية، ناهيك عن أنها ليست عرضة للمساومات ، لذا من يريد أن يبدّل فليبدّل من عنده، ومن يريد أن يتكلّم عن الرئاسة في لبنان فليأتِ لانتخاب الرئيس المحسوب على الحزب ، باعتبار أن من لا يريد إيصال مرشح الحزب الى بعبدا لن يغيّر موقفه وسيبقى على قراره”. ولفت إلى أنه ” في كل الأحوال ، نحن لها بالمرصاد”.

الكتائب والاشتراكي

وفي التحركات البارزة أيضا اكتسب اللقاء الذي عقد بين رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل النائب تيمور جنبلاط الذي زاره على رأسِ وفدٍ من الحزبِ التقدميّ الإشتراكيّ في بيت الكتائب المركزيّ في الصيفي طابع التنسيق المتقدم بين قيادتي الحزبين .

الاجتماع الذي ضم قيادتي الحزبين شدّد على “ضرورة التنسيق المعمّق بين الحزبين لمواكبة الاستحقاقات المقبلة ولاسيما تداعيات الحرب القائمة وملف الشغور في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وموضوع الموازنة”.

واوضح النائب سليم الصايغ أن “هذا التنسيق ليس على فقط المستوى النيابي وهو ضروي جدًا، إنما كذلك بمناسبة الاستحقاقات الوطنية الداهمة”. وقال: “على المستوى النيابي هناك إشكالات كبيرة قائمة ويجب أن نعمّق التنسيق أكان في ما يتعلق بالموازنة أو بموضوع قيادة الجيش وأساسًا في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، كذلك على المستوى الوطني إذ إن الخطر المحدق بلبنان هو أكبر بكثير من الاستحقاقات الداخلية دستورية كانت أو تشريعية”.

ونبّه إلى “خطر كبير داهم متمثل في الحرب الدائرة، لافتًا إلى أن كل مصير المنطقة موضوع على الطاولة وإنطلاقا من روحية مصالحة الجبل لغاية اليوم، كل العمل المشترك التراكمي بين حزبي الكتائب والتقدمي لا بد من أن يذهب تصاعديًا لنكون حاضرين يوم الاستحقاقات الدستورية ونكون على أكبر قدر ممكن من التنسيق والتماهي والتوافق”.

واكد النائب هادي أبو الحسن من جهته أن “هذا اللقاء أتى ضمن سياق بدأ عام 2000 ويأتي أيضًا من ضمن الحرص على التواصل والنقاش والحوار بين كل المكوّنات اللبنانية، وهو أيضًا لقاء بين مكونين أساسيين في جبل لبنان وللتأكيد على المشاركة بيننا كحزبين وكلبنانيين”. وشكر حزب الكتائب “على المنطق الذي قارب به الاستحقاق الرئاسي من خلال التوافق على خيارٍ وطني جامع في شخص رئيس الجمهورية”، وقال: “هذه خطوة متقدمة وندعو القوى السياسية كافة لملاقاتنا.”

وعن موضوع قيادة الجيش، قال: “أكّدنا كلقاء ديمقراطي أهمية تحصين الجيش قيادةً وأفرادًا والابتعاد عن الحدود الموقتة، ونؤكد أهمية وجود قائد أصيل للجيش ولكن بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وندعو مجلس الوزراء للتجديد لقائد الجيش وتعيين أعضاء المجلس العسكري، وإذا تعذر هذا الموضوع سيبقى أمامنا خيار تقديم اقتراح قانون”.

الى ذلك يعقد مجلس الوزراء جلسة ظهر غد الأربعاء في السرايا الحكومية للبحث في جدول اعمال من 17 بندا ومن ابرزها : مشروع قانون يتعلق بإصلاح وضع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها، طلب وزارة الاتصالات الموافقة على تقديم خدمة الإنترنت بشكل موقت عبر شبكة الأقمار الاصطناعية starlink ، طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على إعطاء بدل مالي مقطوع للذين تهجروا نتيجة العدوان الإسرائيلي من المشمولين بالمرسوم رقم ١٢١٥٨ تاريخ ١١-٩-٢٠٢٣، التعاقد مع شركة omt لتسديد الحوافز المالية التي نص عليها هذا المرسوم، مشاريع مراسيم عديدة لنقل اعتمادات من احتياطي الموازنة في بعض الوزارات.

كما علمت “النهار” انه يحضر في جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال تأجيل تسريح المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري لستة اشهر بطلب من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي. وتأتي هذه الخطوة قبل موعد احالة البيسري على التقاعد في 3 كانون الاول المقبل.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني