ذنبها أنها كأبناء جيلها قررت أن ترى لبنان بعيون الثورة والحرية والتغيير، الا أن القبضة الأمنية كادت أن تفقدها نظرها بشكل كامل... أرادت أن تساهم في الانتفاضة وتحتفظ بذكرياتها الا أن الضربات على رأسها أفقدتها وعيها ولربما ذاكرتها أيضاً...
أسموها "زهرة الثورة"، هي رفيف سوني، ابنة البقاع العشرينية، التي تركت منزل العائلة الدافئ ونزحت الى بيروت لتتمكن من اكمال علمها.
رفيف تحولت الى حديث الناس ومواقع التواصل، بعد أن انتشرت صورة لها عبر فيسبوك وهي تكسر زجاج واجهة أحد المصارف برجلها، في أول ليلة من "أسبوع الغضب"، هي نفسها التي حملها الناس بصلواتهم منذ ليل أمس بعد أن تعرضت لضرب مبرح من عناصر قوى الأمن أمام ثكنة الحلو.
وفي التفاصيل، ووفق ما روت لنا الناشطة فاتن زين، صديقة رفيف، فان هذه الشابة المفعمة بالحياة والأمل، والتي لطالما رافقت الضحكة وجهها، "تعرضت ليل أمس خلال الاحتجاجات الى ضرب مبرح على الوجه والرأس من قبل القوى الأمنية التي هاجمت الممحتجين بشراسة ووحشية".
وأشارت زين، في حديث لموقع VDLnews، الى أنه "لدى رفيف مشكلة مزمنة في الرأس أساساً، وهذه الضربة أثرت عليها بشكل كبير..."، مردفة: "بعد أن فقدت نظرها ليل أمس اثر الضربة تمكنت من الرؤية من جديد اليوم، لكن لا يمكننا جزم وضع ذاكرتها اليوم، فهي منذ الليلة الماضية لا تتمكن من تمييز الأشخاص، وظلت تردد عبارة "ضربونا كثير"، لذلك نحن ننتظر لنرى ما اذا كانت ستتحسن حالتها".
ولفتت زين، الى أنه "بعد الاعتداء الذي تعرضت له رفيف، تم نقلها الى مستشفى الجامعة الأميركية، وهي الآن بوضع صحي أفضل بقليل الا أنها نفسياً محطمة، خصوصاً أن ما حصل معها لم يكن سهلاً".
سلبوا منا أحلام الغد، وحرمونا من التخطيط للمستقبل، توقعوا منا السكوت وعندما تكلمنا جوبهنا بضربات عصي من كان من المفترض أن يحمينا... ضربات حطمت العزيمة والاندفاع، ضربات كان من المفترض أن توجه الى من اوصلنا الى هذا المستوى المعيشي المتردي!
أمنّاكم على أمننا فسلبتموه منا، كان من المفترض أن تؤمنوا لنا الحماية من العدو فحرمتمونا النظر والانتفاضة وذكرياتها! وماذا بعد؟..