عبدالكافي الصمد - الأخبار
فاز مرشّح تيّار المستقبل المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب محامي طرابلس والشّمال في الانتخابات التي جرت في مقرّ النقابة أمس، بعدما تصدّر نتائج الجولة الأولى بـ 618 صوتاً مقابل 525 صوتاً للمحامي صفوان المصطفى. انسحاب الأخير، قبيل انطلاق الجولة الثانية، دفع نقيبة المحامين السّابقة ماري تيريز القوال إلى إعلان فوز الحسن. وفاز مرشح تيّار المردة إبراهيم حرفوش (466 صوتاً) بالعضوية بعد إعلان المصطفى أيضاً استقالته من مجلس النقابة حفاظاً على عرف المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
وصول الحسن والمصطفى إلى الجولة الثانية كان متوقّعاً في الأيّام الأخيرة، غير أنّ انسحاب الأخير من المنافسة بعد أقلّ من نصف ساعة من فتح الصناديق وانطلاق عملية الاقتراع كان مفاجئاً. وفسّر مراقبون الأمر بأنّه «خطوة مدروسة» بعدما أيقن المصطفى بأنه لن يتمكّن في الجولة الثانية من تعويض فارق الأصوات (93)، ولأنّ الأصوات التي نالها المرشحون الثلاثة الآخرون الذين نافسوا على منصب النقيب (سعدي قلاوون 95 صوتاً، ناظم العمر 70 وبسام جمال 42) ستذهب غالبيتها إلى الحسن. وقالت مصادر إنّ المصطفى «تلقّى نصائح بالانسحاب بعدما لمس أنّ بعض القوى السّياسية (تيّار الكرامة والتيّار الوطني الحرّ والنائب أشرف ريفي وغيرهم) دعمته نكاية بتيار المستقبل». وأوضحت أنّ «مفاوضات جرت بينه وبين المستقبل سابقاً لدعمه قبل أن يقرر التيار الأزرق دعم الحسن، وبالتالي لم يشأ المصطفى القطع مع التيار الحريري في معركة يدرك أنها خاسرة».
ما حصل ليس المفاجأة الوحيدة التي سُجلت في انتخابات «إمّ النقابات» الشّمالية، إذ إنّ حماوة التنافس رفعت عدد المقترعين إلى 1269 محامياً من أصل 1509 مسجّلين على الجدول النقابي، بنسبة ناهزت 84%، وهي نسبة مرتفعة جدّاً ولا سيما في ظل الطقس العاصف والأحوال المادية الصعبة التي تحول دون حضور عدد من المحامين ممن يقيمون في مناطق بعيدة للمشاركة في التصويت.
ومن المفاجآت أيضاً أنّ التحالفات انقلبت رأساً على عقب، وهو ما يُتوقع أن تكون له انعكاساته على صورة التحالفات النقابية مستقبلاً. فهذه هي المرّة الأولى منذ نحو عقدين التي يفترق فيها تيّار المردة عن التحالف مع تيّار الكرامة (النائب فيصل كرامي) ويتحالف مع تيّار المستقبل الذي أثبت أنّه لا يزال الأقوى في النقابة، فضلاً عن تلقّي الطرفين دعماً من القوات اللبنانية على خلفية اتفاق المقايضة بين المستقبل والقوات في نقابتَي بيروت وطرابلس، إلى جانب دعمٍ غير معلن من «تيّار العزم» الموالي للرئيس نجيب ميقاتي.
مهمة الحسن (بلدة بتوراتيج - قضاء الكورة)، وهو أول محام سنّي من المنطقة يحتل المنصب، لن تكون سهلة في ظل المشاكل التي تعاني منها النقابة، وأبرزها التأمين الاستشفائي للمحامين وعائلاتهم ومعالجة المشاكل التي يشكو منها المحامون في المحاكم ومع الأجهزة الأمنية، واستعادة ثقة المحامين والمواطنين بالنقابة بعدما اهتزّت في السنوات الأخيرة نتيجة تراجع الشفافية المالية وتحكّم محسوبيات سياسية وشخصية فيها.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا