دموع الأسمر - الديار
انتهت تداعيات حادثة شكا - تلة العرب في انفة، ونجحت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بتنفيس الاحتقان الذي ساد شكا والتلة، وجرى سحب فتيل فتنة كادت تندلع، لولا تطويق الجيش للحادثة ونجاح اتصالاته بتسليم (ابو مارون)، المتهم باطلاقه الرصاص على المسيرة السيارة التي نظمها اهالي التلة في السابع من تشرين الاول، ابتهاجا بعملية طوفان الاقصى، واصاب حينها ماجد علاوي وشاب آخر بجروح بليغة.
اعقب تسليم ابو مارون، قيام عشيرة علاوي بتسليم المتهم محمد علاوي، الذي اطلق الرصاص على الشاب سليمان سركيس، واصابه بالرأس بعدة طلقات نارية، ويرقد في المستشفى بحالة الكوما.
احتكم الفريقان الى القضاء كي تأخذ التحقيقات مجراها الطبيعي ،لتحدد المسؤوليات في الحادثة التي بدأت في ٧ تشرين اول، وتطورت في ١٣ تشرين الثاني.
الاحتكام الى القانون كان مطلب الجميع، منعا لفتنة حاول بعض المصطادين بالمياه العكرة اشعالها بالعودة اربعين عاما الى ماضي الحرب الاهلية، يوم اقتحام القوات الفلسطينية لمدينة شكا ردا على سقوط تل الزعتر، وكان من نتائج اقتحام شكا، سقوط الكورة وتهجير اهلها الى طرابلس العام ١٩٧٦.
ما حصل في ٧ تشرين الاول الماضي حادثة آنية " بنت وقتها"، منفصلة عن ماضي حرب اهلية طويت صفحتها، وما اقدم عليه بضعة اشخاص من شكا بالاعتداء على مسيرة، لا يمثل اهل شكا، وبالتالي ردة الفعل لا تمثل اهل تلة العرب .. الجيش اللبناني نزع فتيل الفتنة، وانتهت بتسليم كل طرف المتهم لديه والاحتكام الى القضاء، لان القانون سيد الاحكام - وفق رأي فاعليات من الفريقين في شكا والتلة.
في الوقائع، ان اهالي تلة العرب في انفة واثر الاعلان عن عملية طوفان الاقصى، دبت الحماسة فيهم ، فانطلقوا بموكب سيارات ودراجات نارية رافعين الاعلام الفلسطينية. اشارة الى ان تلة العرب تقع عقاريا في بلدة انفه المحازية لبلدة شكا، اما جغرافيا فيمكن القول انها اقرب الى محيط شكا ولصيقة باراضيها..
ليس من شوارع يجول فيها الموكب سوى شوارع تمتد بين انفة وشكا، وعند وصول الموكب الى شكا، فوجيء المتظاهرون برشقات رصاص تنهال عليهم .. مبرراتهم ان المتظاهرين استفزوهم بشعاراتهم وبحمل الاعلام الفلسطينية، مما لم يرق لبعض الاهالي تلك الشعارات ولا الاعلام ..
سارع المتظاهرون الى الفرار، وتشتتوا عائدين الى التلة حاملين معهم جريحين من عشيرة علاوي، عرف منهما ماجد علاوي.
ويقول رواة الحادثة ان محمد علاوي، شقيق الجريح، استغل الفرص كي يثأر لشقيقه، فاقدم في ١٣ تشرين الثاني على التوجه الى شكا، حيث صادف الشاب سليمان سركيس، فاطلق نحوه رشقا من الرصاص اصابه في الرأس والعنق، دخل اثرها في الكوما ولا يزال بالعناية الفائقة بانتظار اجراء عملية استخراج للرصاصة. اثر ذلك توترت الاجواء بين اهالي شكا واهالي تلة العرب في انفة.
فاعليات شكا طالبت بتوقيف المتهم محمد... جاء الجواب سلموا اولا المتهم بالاعتداء على الموكب .. تشنجت الاجواء وساد الاحتقان المنطقة، مما استدعى تنفيذ الجيش اللبناني مداهمات لتوقيف المتهم في تلة، وتوسعت الاتصالات سريعا لتنتهي امس الاول بتسليم ابو مارون سركيس لمديرية المخابرات، وسلمت عشيرة علاوي ابنها محمد. وبذلك سحب فتيل فتنة كادت تندلع، خاصة وان بيانات عديدة من العشائر العربية صدرت متضامنة مع عشيرة علاوي، ومطالبة بتسليم المعتدي على الموكب، قبل تسليم من قام بردة فعل، فيما اصر اهل شكا على ضرورة القاء القبض على الجاني، المتهم باطلاق الرصاص على الشاب سركيس الراقد بالعناية الفائقة.
عادت الاجواء في شكا والتلة الى طبيعتها، بانتظار التحقيقات القضائية التي تنصف الجميع وفق العدالة والقانون.