كشف رئيس المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاقتصادية، المفكر السياسي الدكتور محمد وليد يوسف، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعدّ لاستخدام السلاح النووي في أوكرانيا لقلب نتيجة الحرب التي يخوضها هناك منذ شباط 2022، كاشفاً عن الأسباب التي ستدفع بالرئيس الروسي للجوء إلى هذا الخيار.
وفي دراسة تحت عنوان: "الاخفاق الاستراتيجي العظيم… لم يبقَ لروسيا إلا النووي!"، قال الدكتور يوسف إنّ "انتشار الفوضى في روسيا سيكون بسائق من هزيمة عسكرية تقليدية منكرة للجيش الروسي في الحرب الأوكرانية، مما يحمل الرئيس الروسي بوتين إلى استعمال السلاح النووي لردّ غائلة الهزيمة التقليدية".
وأشار إلى أنّ بوتين "وطّأ لذلك بسحب روسيا التوقيع على معاهدة حظر التجارب النووية في تشرين الثاني 2023 تمهيداً لاختبار نووي قريب استعداداً لاستخدامه في أوكرانيا لعكس نتيجة الحرب فيها.
واعتبر الدكتور يوسف أنّ "السياسات الخاطئة وسوء الاستراتيجيات التي تضعها روسيا وتسلكها منذ عام 2016 قد يُفضي بها إلى نقيض أهدافها وخلاف مصالحها الحيوية أسوة بما وقع على روسيا القيصرية سنة 1917، وذلك بعد قرن كامل ودورة تاريخية دارت عليها".
وأشار الدكتور يوسف إلى أنّ "الخطاب الرسمي الروسي المعادي لإسرائيل والمتملّق للبلدان الإسلامية هو بسائق من مصالح جيوسياسية وتكتيكية خالصة تتصل بالحرب في أوكرانيا وعلاقاتها مع إيران واستغلال القصف الإسرائيلي الشامل على غزة لتبرير قصفها وحربها على المدن الأوكرانية والمنشآت المدنية والبنية التحتية العامة والخاصة والتغطية على استراتيجياتها العسكرية التي تقوم في التدمير المنهجي الشامل في معاركها والقصف السجادي والأرض المحروقة في حروبها قاطبة".
ولفت إلى أنّ "هذا الخطاب الإعلامي الروسي المتملّق للبلدان الإسلامية يقوم بحلّ القيود والضوابط عن نشاط الجماعات الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية الروسية لتقوم بتحشيد وتعبئة الناس فيها بسائق من الحرب الإسرائيلية على غزة، حتى إذا هدأت وسكنت الحرب هناك دفعت هذه الجماعات الناس لعداوة روسيا والقومية السلافية المسيحية الأرثوذكسية، وإيقاد حرب دينية – قومية كما حدث ذلك في حربَيْ الشيشان الأولى والثانية".
وأضاف: "عندها ستقوم تركيا وجمهوريات وسط آسيا (الاتحاد التركي) بتأجيج الحرب في روسيا وتأليب الناس على موسكو، وعندها سيستثمر الغرب ذلك بمساندة تركيا ودفعها لقيادة السعي والعمل على تمزيق روسيا من داخلها، ولن يبقى بين يدَيْ روسيا سوى السلاح النووي للتهديد به واستعماله لردّ غائلة الزوال والتفكك والتمزق عن نفسها".
واعتبر أنّ "اخفاق روسيا الاستراتيجي في أوكرانيا لا ينقذها منه إلا اللجوء إلى السلاح النووي لاسترداد بعض هيبتها العسكرية التي أضاعتها في ساحات معارك أوكرانيا".
كما أشار إلى أنّ "عواقب الاخفاق الاستراتيجي الروسي مع تركيا عظيمة الضرر، وستنزل بها قوارع جيوسياسية واستراتيجية لا طاقة بروسيا بردّ غائلتها إلا باللجوء إلى السلاح النووي".
وخلص إلى أن "عصر "فائض الخوف والهيبة" الذي حمى المصالح الروسية في جوارها القريب والمتوسط قد مضى وزال، وحتى تعود روسيا إلى حماية تلك المصالح فإنّها بحاجة إلى إعادة بناء "فائض الخوف والهيبة"، ولا سبيل إلى ذلك إلا باللجوء إلى التهديد واستعمال السلاح النووي".