مما لا شك فيه بأن كل مواطن لبناني ساكن في لبنان أو مغترب عنه، يتمنى أن يكون لبنان محصن الحدود والقرار، صاحب سيادة على أراضيه كل أراضيه، طاردا للإحتلال أي كان، مسيطرا على جميع مرافقه وغير متنازل عن أي شبر من أرضه، ولا عن سيادية قراره، ولا عن حقوقه المشروعة بالتنقيب عن النفط والغاز والخير الذي أودعه الله في بلادنا.. ولكن، لبنان لا يريد الحرب.

نعم إذا ما نظرنا الى العطف الشعبي مع غزة، نرى بأن الشعب اللبناني كله تقريبا متعاطف ويتمنى لو تنتهي الحرب ويتحرر الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ولكن إذا ما نظرنا الى توسع الحرب على لبنان، لا يمكن أن نتصور، بعد كل ما مر علينا من مآس، أن يعود الجنوبي الى قريته دون أن يرى قريته، والى منزله دون أن يرى منزلا.

الحرب، حتى لو كانت نتائجها لصالح ما يتطلع اليه لبنان مستقبلا، الا أن ضرب مطار بيروت من قبل العدو الإسرائيلي أمر خطير علينا وعلى أبنائنا المغتربين، وقصف ما تبقى من مرافئ سيشل لبنان فترة طويلة جدا، وسيزيد من عزلته.

وتعقيبا على ما سبق، في حرب تموز 2006، كان للبنان أصدقاء وأشقاء ساعدوه وأنقذوا أهله بالتعويض عليهم وتحمل مسؤولية إعادة الإعمار، أما اليوم، من من الأشقاء والصدقاء سينظر الى مأساتنا؟

وعلى سيرة المأساة، حدث ولا حرج، عن إمكانيات المستشفيات، وعن فقدان الأدوية والمستلزمات الطبية، وعن النقص الحاد بالطاقم الطبي والتمريضي، وعن الأسرة وعن الأوكسيجين.. والمازوت والبنزين..

نعم لبنان بغالبيته مع خيار المقاومة بالتصدي لأي عدوان، لكن كل لبنان، مع الحل الدبلوماسي للتطورات التي تحصل..