الأخبار
عشية الخطاب الذي يلقيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «أننا غداً (اليوم) سنكون مع الكلام الفصل وسنستمع إلى الكلمة التي تحدّد المسار والمستقبل»، معتبراً أن «التصدي البطولي للمقاومين يؤكّد أن لا تخليَ عن قرار المقاومة والعدو سيرى في المستقبل ما يؤكد هذه الحقيقة». فيما شهدت جبهة الجنوب الممتدّة من رأس الناقورة غرباً إلى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، أمس، تصعيداً لافتاً لعمليات المقاومة ضد مواقع جيش العدو، كماً ونوعاً، وَراوحت بين إطلاق صواريخ موجّهة وصواريخ أرض - جو، وصولاً إلى دكّ المستوطنات الإسرائيلية بين كريات شمونة (3 كلم عن الحدود) وصفد (15 كلم). واستخدمت المقاومة للمرة الأولى مُسيّرتين هجوميتين ضد ثكنة لجيش الاحتلال في مزارع شبعا. ودّلت عشوائية الردود الإسرائيلية التي أتت على شكل غارات واستهدافات متنوعة، على حجم التوتر حيال شمولية الهجمات وتنوّع أهدافها وتعدد فصائل المقاومة المشاركة فيها.
ولفت صفي الدين، خلال افتتاح معرض «أرضي» في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنّ «وقف المجازر في غزة وإنهاء القتل هما السبيل الوحيد لبدء معالجات حقيقية»، مؤكداً أنّ «النتيجة الحتمية هي أنّ أهداف جو بايدن وبنيامين نتنياهو لن تتحقق». وأكّد أنّ «غزة لا تُسحق حتى لو جاءت كل أساطيل العالم، ولو دمّروا ما دمّروا، ستبقى المقاومة بعد كل هذه المجازر». وقال إن «هذا العدو لا يستحق إلا القتل وأن يُواجه بقوة الحق والدفاع»، و«القرار الحقيقي اتّخذه أهل غزة وهو قرار قوي وثابت بأنهم لن يتخلوا عن المقاومة».
ميدانياً، طاولت عمليات المقاومة مواقع الاحتلال ومستوطناته من كفرشوبا شرقاً مروراً بشبعا وكفركلا، وصولاً إلى رأس الناقورة غرباً. وبدأت المقاومة، منذ الواحدة بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، عملياتها النوعية باستهداف طائرة مُسيّرة للعدو الإسرائيلي بصاروخ أرض - جو، ما أدى إلى تحطمها في أجواء قريتَي المالكية وهونين. وأعلن حزب الله استهداف منظومة التجسّس في موقع العباد «وإصابتها إصابة مباشرة». كما هاجم المقاومون مقر قيادة كتيبة الاحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة بواسطة مُسيّرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجّرات، و«أصابتا أهدافهما بدقّة عالية داخل الثكنة»، ما شكّل ارتقاءً من قبل المقاومة في استخدام الأسلحة والتكتيكات الجديدة في المواجهة مع العدو.
وبالتزامن، هاجم المقاومون، بالصواريخ الموجّهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة، في وقتٍ واحد عند الساعة 3:30 عصراً، 19 موقعاً ونقطة عسكرية للعدو في المرج والمالكية وجل الدير ورأس الناقورة البحري وخربة زرعيت والضهيرة والنقاط 12 و13 و14 و16 بين الموقع البحري وجل العلام، والنقطة 59 مقابل موقع الضهيرة، والنقطتين 62 و67 مقابل حدب البستان، والنقاط 89 و90 و91 بين مرتفع أبو دجاج وخربة زرعيت، والنقاط 394 و395 و396 مقابل بلدة هونين المحتلة. وبهذا تكون عمليات حزب الله قد غطّت كامل المنطقة في القطاعات الأوسط والشرقي والغربي في وقت واحد.
وفي السياق التصاعدي ذاته، أعلنت «كتائب القسام - لبنان» قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها في شمال فلسطين المحتلة بـ12 صاروخاً. وأقرّت وسائل الإعلام العبرية بسقوط عدة إصابات وُصفت بعضها بالمتوسطة، فيما أظهرت مشاهد مصوّرة اندلاع حرائق وآثار دمار كبير في ثلاثة أهداف متفرقة في المستوطنة.
ووسّع العدو الإسرائيلي دائرة استهدافه لتطاول قذائف مدفعيته المنازل السكنية في أكثر من منطقة حدودية لبنانية. فأصيبت عدة منازل بقصف مدفعي معادٍ على أطراف بلدة الخيام، كما اندلع حريق في منطقة السهل. واستهدفت مُسيّرة معادية بثلاثة صواريخ حرجاً للصنوبر في تل النحاس. كما طاول القصف الإسرائيلي أطراف بلدة كفرشوبا، فيما شنّ العدو غارات جوية إضافة إلى القصف المدفعي على أطراف بلدات حدودية عدّة في القطاع الغربي، وأطراف مارون الرأس وعيترون وخراج بلدة مركبا، إضافة إلى خراج بلدتَي الخيام وحولا.
واكتملت أمس التحضيرات للاحتفال التكريمي اليوم لـ«الشهداء على طريق القدس»، والذي يقام في الوقت نفسه في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، وحسينية مدينة النبطية، وحسينية بلدة دير قانون النهر، وحسينية مقام السيدة خولة في بعلبك. وتزيّنت المنصة الرئيسية في باحة عاشوراء حيث سيطل السيد نصرالله عبر شاشة عملاقة بشعارات تؤكد وجهة البوصلة نحو فلسطين مثل مع شعار مركزي يؤكد أن «العالم المقبل هو عالم فلسطين».
الترقّب لموقف نصرالله من العدوان الإسرائيلي وصل إلى واشنطن، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «إننا سننتظر ما سيقوله الأمين العام لحزب الله غداً (اليوم) ورسالتنا له ولأي جانب آخر بأن عليه ألا يوسّع الصراع». فيما غابت التعليقات الإسرائيلية أمس حول خطاب نصرالله واتفقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على عدم نقل خطاب نصر الله اليوم بناء على طلب الرقابة العسكرية، تولّى الإعلام الأميركي بثّ ما يمكن تسميته «معادلة» في وجه ما يمكن أن يحمله الخطاب من مواقف تصعيدية تصبّ في اتجاه تسخين الجبهة الشمالية، إذ نقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي لم تسمّه، قوله إن «إيران تدرك أنه من المرجّح تعرّضها لهجمات مباشرة ومدمّرة إذا صعّد حزب الله مع إسرائيل أو واشنطن». كما نقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن «هناك قلقاً عميقاً من أن عدم وجود سيطرة إيرانية كاملة على حزب الله قد يدفع الحزب للتصعيد».
إلى ذلك، أعلن حزب الله أمس «ارتقاء ستة شهداء على طريق القدس»، هم علي رامز حمزة (الجميجمة - الجنوب) وهشام محمد إسماعيل (ميس الجبل - الجنوب) وعلي عباس ملحم (مجدل سلم - الجنوب) ومحسن رضا عياش (حاروف - الجنوب) وعلي كاظم فتوني (الصوانة - الجنوب) وحسين وليد ذيب (شقرا - الجنوب).