حسن هاشم
تصاعدت وتيرة التحذيرات الغربية من توسّع رقعة الحرب القائمة حالياً في غزة لتشمل القارة الأوروبية والحديث عن حروب داخلية بين الشعوب والأمم في القارة العجوز، وهو ما كان حذّر منه رئيس المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاقتصادية، الدكتور محمد وليد يوسف، قبل سنوات في كتابه "القوانين السياسية المادية" والذي انتهى من كتابته مطلع العام 2020.
وكان وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، حذّر يوم الأحد 29 تشرين الأول 2023 من خطر حرب في أوروبا بسبب الصراعات المسلحة والأزمات في شرق القارة أو في الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بالتصعيد في قطاع غزة داعياً المجتمع الألماني الى الحذر والاستعداد.
وتوقع الوزير الألماني في حوار على قناة "اس دي اف" الألمانية أنّ الحرب في غزة والتصعيد في الشرق الأوسط وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية "مؤشران خطيران يهددان الامن والاستقرار في كامل القارة الأوروبية".
ودعا المجتمع الألماني إلى أخذ احتياطاته قائلاً إنه "يجب على الشعب الألماني الاعتياد على فكرة احتمال وجود تهديد بالحرب في أوروبا".
من جهته، اعتبر مؤسس شركتَيْ "تسلا" و"سبيس إكس"، إيلون ماسك، أن اندلاع حرب أهلية في أوروبا بات "أمراً حتمياً"، وكتب ماسك على موقع "إكس": "في حال استمرت التوجهات الحالية، فإنّ حرباً أهلية في أوروبا ستغدو حتمية".
وكان رئيس المركز الدولي للدراسات الدكتور محمد وليد يوسف قد تحدث في كتابه "القوانين السياسية المادية"، عن ظهور "أمم ومجتمعات موازية جديدة للأمم الأصيلة في بلاد أوروبا"، مشيراً إلى أنّ "ظاهرة غياب الاندماج في أوروبا تكبر مع مرور السنين، وسيتعاظم خطر هذه الظاهرة ويستفحل شرها على الدولة والأمة في البلاد الأوروبية، وإن لم تنتبه هذه الدول والأمم من غفلتها وذهولها ومكثت مبلسة لا تتحرك ولا تنشط إلى حماية دولها وأممها".
ولفت إلى أنّ "المجتمعات والأمم الجديدة الناشئة من منح المهاجرين من آسيا وأفريقيا جنسيات الدول الأوروبية دون أن ينتظموا في صفوف الأمم الأصيلة، ستغرق الأمم والدول والبلاد الأوروبية في أزمات سياسية واجتماعية كبرى؛ ستفضي خلال بضعة عقود قادمة إلى حروب داخلية وفتن كُبرى وإراقة وسفك دماء غزيرة فيها".
وأوضح الدكتور يوسف أنّ "سعي بعض البلدان الأوروبية وبعض الأحزاب فيها دفع الدولة إلى إقامة أُمَّة جديدة أو إلى إعادة هندسة الأمم الأصيلة، سيبوء بالإخفاق لأنها وقائع مضادة تنقض مسار القوانين السياسية الموضوعية، وستُفضي إلى نشر الفوضى والاضطراب والأزمات السياسية والحروب في مجتمعاتها، وتفريق أممها إلى فئات متباغضة متنافرة".
وكشف أنّ "هذا هو تأويل أنَّ المهاجرين في البلاد الأوروبية عندما يحصلون على الجنسية في هذه البلاد؛ يغدون مواطنين أفراداً في الدولة، ولا يصبحون أفراداً في الأمة الأصيلة لهذه الدولة؛ لأنَّ مُنتهى أمل المهاجرين وأقصى غايتهم يقوم في اكتساب المنافع الشخصية والمغانم والمصالح التي ينجزها لهم اكتساب جنسية الدولة، ولا تراودهم أبداً أن يشاطروا أُمَّة الدولة موروثها وقيمها ومنظومتها الفكرية والعقلية والاجتماعية، بل يسخّرون ما حصلوا عليه من حقوق ومكاسب تكفلها جنسية الدولة لإقامة أُمة ومجتمع جديد يوازي الأمة الأصيلة، ويفزعون إلى الاحتماء بما توفّره جنسية الدولة من ضمانات قانونية لهم لجلب موروثهم ومنظومة مبادئهم من أممهم وبلادهم في آسيا وأفريقيا ليقارعوا ويغيظوا الأمم الأصيلة في الدول الأوروبية".
وأضاف: "إذا عزموا على إقامة هيكل عام يملك فعلاً سياسياً في الفضاء السياسي، صنعوا أمماً أو مجتمعات موازية للأمم الأصيلة تخالفها وتناقضها في الموروث السياسي والاجتماعي، وتتنافر معها في المقاصد النهائية، وتتجاحد معها في الغايات الكلية، ولا يصيب الدولة من منحهم جنسيتها سوى إضافة أعباء مالية كانت مستقيلة منها وغنية عنها، كما تهيئ أسباب حروب طاحنة مستقبلية بين الأمم الأصيلة والأمم الناشئة من المهاجرين في البلاد الأوروبية في العقود القادمة؛ ما سيجعل البلاد الأوروبية ساحات معارك على هيئة البلاد التي هاجروا منها".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا