لم تكن زيارة رئيسي لجنة العلاقات الخارجية النيابية فادي علامة ولجنة الصحة النيابية بلال عبدالله على السفارات وبعثات المنظمات الدولية، هدفها محصورا بمساعدة لبنان في مسألة الأمن الدوائي على المدى الطويل، بل أن الزيارات تتعدى هذه المسألة غير العاجلة، بالتزامن مع معلومات يكشفها vdlnews حول استعدادات بعض المستشفيات، فما هدف هذه الزيارات الحقيقي وخصوصا زيارة السفارة القطرية أمس؟
وفي أبرز المستجدات على المستوى الوطني، كان لافتا موقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، الذي دعا غير مرة الى التحضير لاحتمال الحرب، والطلب من المعنيين بالحزب بشكل مباشر، اجراء مسح شامل لأماكن إيواء النازحين في الجبل، الى جانب ما تحدثت عنه الصحف المحلية، عن طلب جنبلاط المباشر من الوزراء والنواب الذين يمثلون الحزب التقدمي الإشتراكي، بالتحرك كل بحسب اختصاصه باتجاه الدفع نحو إعداد خطط طوارئ تحسبا لأي حرب يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان تحت قاعدة "قد نستدرج لحرب أقسى من ال 2006 وعلينا توقع الأسوأ"، وذلك بالتنسيق الوثيق مع صديق عمره رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي هذا السياق، علم أن التنسيق بين الجانبين المذكورين، أدى الى سلسلة زيارات للنائبين علامة عن بري، وعبدالله عن جنبلاط، الى عدة سفارات، ولقاء السفراء بعيدا عن الدخول في تفاصيل المحادثات التي جرت، ودون بيانات مفصلة من السفراء، حيث لاحظت مصادر متابعة أن الزيارات لم تكن لسفارات دول مقربة من المحور الغربي الذي يدعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، بل إلى سفارات "قد" تقف الى جانب لبنان من ناحية الدعم المادي وخصوصا الطبي.
ورأت المصادر في حديث مع موقعنا، أن زيارة النائبين الى السفارة القطرية خصوصا، كان هدفها الأساسي طلب الدعم الطبي العاجل من دولة قطر الى لبنان، ومنها المواد الطبية الأولية وجميع ما تستطيع "قطر الشقيقة" تقديمه للبنان في أسرع وقت ممكن، ليكون على شكل هبة احترازيا قبل وقوع الحرب التي لا يعلم أحد إن كانت ستندلع فعلا ام ستنتهي. وقالت المصادر: "وزارة الصحة العامة غير جاهزة لأي حرب، وتحتاج أن تمد المستشفيات بما يلزم تحسبا لأي أمر طارئ، وإن تحرك النائبين أساسي وهام وضروري في ظل عجز لبنان عن شراء أدوية ومستلزمات طبية وخصوصا بشكل عاجل".
في سياق الرد على طلب النائبين، كان الجانب القطري الممثل بالشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بحسب المصادر، متجاوبا بالمبدأ من حيث ضرورة بقاء لبنان على جهوزية طبية تامة، ولكنه لم يعط جوابا حول أن بلاده ستدعم، وترجع المصادر سبب عدم قيامه بذلك الى ضرورة عودته بالطرح اللبناني الى الدوحة، حيث يتخذ القرار هناك.
وفي وقت تعلن فيه مختلف الوزارات عن أنها جهّزت الخطط اللازمة لحالات الطوارئ، التي تتمثل خصوصا بخطر الحرب الإسرائيلية المحتملة على لبنان، الا أنه في الظروف التي يمر بها لبنان، وتمر بها سوريا، لا يمكن الإعتماد على الجانب السوري لمد المستشفيات لبنان بما يلزمها، نظرا للحصار الغربي الأميركي الشديد عليها، فلم يعد لدى اللبناني حل سوى الطلب من الأصدقاء الحصول على مساعدات طبية عاجلة.. فهل ستستجيب الدول الى مطالب بري وجنبلاط؟ وهل سيكون الرد القطري إيجابيا وسريعا؟.. الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عن ذلك، على أمل أن لا نحتاجها لا في السلم ولا في الحرب..