التيار الوطني الحر في زحلة أحيا ذكرى ١٣ تشرين بحضور سياسي جامع وأزاح الستار عن نصب شهداء الجيش: المطران ابراهيم: الشهداء سطروا بدمائهم أروع قصص التضحية دفاعاً عن سيادة لبنان!
أحيت هيئة قضاء زحلة في التيار الوطني الحرّ ذكرى شهداء ١٣ تشرين بقداس إلهي في كنيسة سيدة زحلة والبقاع، ترأسه سيادة المطران ابراهيم إبراهيم والمطران جوزيف معوض، وبحضور الأب جورج سعدى ممثل المطران الصوري والأب مطانيوس نصرالله، والارشمندريت يزيغل سولميان والأب أليشان أبرتيان والأب إيلي أبو شعيا راعي كنيسة سيدة زحلة والبقاع.
وحضر الذبيحة الإلهية نائب رئيس التيار للشؤون الادارية السيد غسان خوري، الوزيران السابقان غادة شريم وغابي ليون والنائبان السابقان حسن يعقوب وإيلي ماروني، ورئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف، والسيد خاجك بالوليان ممثلا حزب الطاشناق، وعن التجمع الزحلي العام السيد جوزيف مسعد، وعن قدامى القوات اللبنانية نبيل التن، والسيد كابي لبس ممثلا تيار المردة، والسيد زياد معدراني مع وفد مثل الحزب السوري القومي الإجتماعي، والسيد منير التيني نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة، ورئيس تجمع الصناعيين في زحلة السيد نقولا أبو فيصل، ورئيس دائرة التربية في زحلة الاستاذ يوسف بريدي، الإعلامي أنطوان زرزور، منسق هيئة قضاء زحلة في التيار ابراهيم أحمراني وأعضاء الهيئة ومنسق مجالس أقضية البقاع في التيار وسيم بو رجيلي وعضو مجلس قضاء زحلة ناصيف أبو ديوان.
وشارك في الذكرى أهالي شهداء ١٣ تشرين، وحشد من مناصري "التيار".
المطران ابراهيم: الشهادة دافع لبناء لبنان الجديد
واشار المطران ابراهيم ابراهيم في عظة القاها في القداس الإلهي الى أننا عندما نستعرض صفحات التاريخ ونتأمل في الأحداث الجسام التي مرت بها الأمم والشعوب، نجد أن هناك لحظات فارقة كانت بمثابة المنعطفات الحاسمة التي غيرت مسار الأعوام. ومن بين هذه اللحظات الفارقة تبرز لحظات الشهادة والتضحية في سبيل الحق والعدل والحرية. فعندما نتحدث عن الشهادة، نتحدث عن تلك التضحية الكبرى التي يقدمها الإنسان في سبيل قضية عظيمة. فالشهادة هي تقديم الروح والدم في سبيل الدفاع عن الوطن والإيمان والعقيدة والقيم الإنسانية السامية.
واضاف: في ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990 من جيشنا اللبناني البطل ومن أهلنا الأبرار، نستحضر معاني الشهادة ونتأمل في التضحيات التي قدمها أولئك الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم فداءً عن لبنان ودفاعًا عن سيادته وحريته وكرامته. وها نحن اليوم نجدد التأكيد على أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وأن تضحياتهم ستظل شاهدًا حيًا على معاني الإخلاص والوفاء للوطن.
ولفت المطران ابراهيم الى ان شهداءنا كان لهم لبنانُهم ولبنانُهم لا يشبه لبنان أصحاب المكاسب والنفوس الفاسدة. لبنان الشهداء هو قصيدة الشرق العذبة، هو جنة الأرض وفردوسها الأخضر. في كل زاوية من زواياه تنبعث الحياة، وفي كل شبر من ترابه يُزهر الأمل. لكن لبنان الشهداء، مرَّ بليال طويلة وعتمة قاتمة، حيث المعارك الطاحنة والصراعات المريرة. وفي هذه الليالي الظلماء، ظهر نجم شهداء 13 تشرين الأول لينير السماء. الشهداء، أولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، في سبيل الحرية والكرامة والعدالة. هم الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع قصص التضحية، في سجل الخلود والتاريخ.
أيها الشهداء، يا من ضحيتم من أجلنا ومن أجل لبنان، لكم منا كل الحب والتقدير والإجلال. باستشهادكم لم تعتنقوا الموت، بل اعتنقتم الحياة، ورضيتم الاحتراق كالشموع لتنيروا لنا الدروب فرفعكم الرب إلى مراتب الشهداء نجوماً في السماء. فلتكن تضحياتُكم نبراسًا يهدينا إلى الطريق الصحيح، ولتكن قِصَصُكُم مصدر إلهام لنا جميعًا. فيا أبناء لبنان، هلموا نتحدُ جميعًا ونعمل بجد وإخلاص، مستلهمين تضحيات الشهداء، لنبني وطنًا يستحقه أبناؤه، وطنًا يعلو فيه صوت الحرية والكرامة والعدالة.
إن الشهادة في سبيل الوطن هي أعظم درجات التضحية، وهي تعبير عن الحب الكبير للأرض والناس والتاريخ والحضارة. فالشهيد يقدم نفسه قربانًا للحرية والكرامة والعدالة، ويسجل اسمه بأحرف من نور في سجل التاريخ. وكما قال السيد المسيح: "ليس لأحد حبًا أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه" (يوحنا 15:13). فالشهداء قد قدموا نفوسهم من أجل حبهم للبنان وشعبه، وقدموا الأنموذج الأعلى للتضحية والفداء".
واشار الى انه في هذه المناسبة المقدسة، ندعو الله تعالى أن يتغمد شهداء 13 تشرين الأول وكل شهداء لبنان بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يعطي الصبر والسلوان لأهلهم وذويهم. وندعو أيضًا إلى تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة والمجرمين الذين اغتالوا الشهداء، فالعدل أساس الحكم والضمانة الحقيقية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم النكراء.
يا أيها الشهداء الغوالي، نحن في رحلة حجنا الأرضية نقيم في حضن مريم، سيدة زحلة والبقاع، وأنتم تقيمون في حضن مريم سيدة السماء. هي اليد الحنونة التي مسحت جراح أرواحكم وحملتكم الى ابنها يسوع. مثل أمهاتكم وقفت هي أمام ابنها المصلوب وقلبُها ينفطر ألماً وحزنا. لكن مشوار الجراح لم ينتهِ بعدُ في لبنان حتى صار الوطنُ كلُّهُ جُرحا مفتوحا للآلام والأوجاع. نطلبُ شفاعتكم أيها الشهداء الأطهار كي يرحم اللهُ لبنان ويتحننَ عليه ويقيمَه من ظلمة مأساته ويمنحه الحرية.
وفي الختام، أشكر دعوتكم لإحياء هذه الذكرى داعياً لكم بالخير والنجاح والأمان. وأؤكد لكم أن معاني الشهادة والتضحية يجب أن تكون دافعًا لنا جميعًا للعمل من أجل بناء لبنان الجديد، لبنان الحرية والعدل والكرامة، لبنان الذي يستحقه شعبه وشهداؤه.
نصب شهداء الجيش
وبعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية، تمت إزاحة الستار عن نصب شهداء الجيش أمام مكتب هيئة قضاء زحلة. ووضع نائب رئيس التيار غسان خوري والوزير ليون ومنسق هيئة القضاء وأعضاؤها أكاليل من الغار على النصب تخليداً لذكراهم.