الأخبار
نقولا ناصيف
يوماً بعد آخر في ظل رفض وقف النار، تفلت حرب غزة من ضوابط الحد الادنى. بانضمام العراق واليمن توسّعت رقعة اللاعبين فيها فلم تعد تقتصر على اسرائيل وحماس وحزب الله. ما يُسمع من ديبلوماسيين غربيين كبار ان كليْ فريقيْها يتصوّر المنطقة ويريدها على صورته هو
في الساعات المنصرمة كثرت الاشارات السلبية المؤذنة بالاسوأ: سفارات دول كبرى واقل من كبرى، غربية وعربية، تطلب من رعاياها عدم السفر الى لبنان، وممن هم فيه مغادرته على الفور، ومن طائرات بلدانها وقف رحلاتها الى لبنان. اخيراً اولى الاكثر سوءاً بدأت باشاعةٍ قبل التحقق من صحتها هي اعلان شركات تأمين دولية رفع الغطاء عن رحلات جوية الى لبنان على طريق اقفال مطار بيروت وعزله عن العالم الخارجي، دونما الحاجة الى حرب كأنها مقبلة بالفعل. سلسلة الرسائل هذه بعضها ناجم عن تخوّف وتوجس، لكن بعضها الآخر انذار مبكر لما يُعتقد انه سيكون. في الحالين جزء لا يتجزأ من ضغوط معنوية وملموسة على لبنان، ومن خلاله على حزب الله، لعدم الانجرار الى التورط في الحرب الدائرة في غزة.
يحدث ذلك من غير ان يعلن حزب الله، في اي وقت مضى، اعتزامه الانخراط في حرب مع اسرائيل دفاعاً عن غزة وحماس. ما قاله مراراً ويثابر عليه انه لن يقف مكتوف الايدي. كرّرته الخميس كتلة الوفاء للمقاومة مع اصرارها على عدم السماح بالغاء حماس. العبارة بدورها حمّالة اوجه وتحتمل اكثر من تأويل: ان يهاجم اسرائيل ويخوض الحرب الشاملة معها. لكنها تعني ان يقاتلها بلا حرب مفتوحة. اقرب الى استنزاف يحفظ قواعد الاشتباك لدى الطرفيْن. فسّر البعض موقف الحزب انه مؤشر إحراج وارباك لم يحملاه الى الآن على الاقل على المفاضلة الصعبة بين حسابات المنطقة وحسابات بلدانها.
مع ذلك يتزايد تسعير الاضطراب الامني عند جانبي الحدود الجنوبية بين الحزب واسرائيل ويتمدد تدريجاً الى مسافات ابعد منها، الى داخل كل منهما. ليس هذا فحسب ما رامَ حزب الله قوله. المطلعون على موقفه يتحدثون عن معطيات اخرى بعضها معلوم منذ اليوم الاول لما تلى 7 تشرين الاول، وبعضها الآخر مستجد منذ الخميس:
1 - توجيهه على نحو غير مباشر تطميناً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى انه الآن ليس في صدد فتح جبهة عسكرية مع اسرائيل. بيد ان احداً لا يسعه التكهن بمآل الحرب الدائرة والى اين تقود المنخرطين فيها؟ المؤكد في موقفه انه لن يتوقف عن إشغال اسرائيل لتخفيف الضغط على غزة، وإشعارها بأنها ليست في مأمن من الشمال.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا