نداء الوطن 



لبنان على صفيح ساخن ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة التي تقرع طبولها في المنطقة على خلفية الحرب بين حركة «حماس»
واسرائيل، والتهاب جبهة الجنوب.

وفي غمرة المخاوف من اتساع رقعة التصعيد، مع حديث اسرائيلي عن «استعدادات لدخول معركة عسكريّة بريّة واسعة النطاق في قطاع غزة وإمكانية وقوع جبهتين قتاليتين في الجنوب والشمال»، برزت تحذيرات جديدة من السفر الى لبنان، حيث حذرت «الحكومة الهولندية مواطنيها من السفر إلى لبنان»، كذلك أوصت سفارة أوكرانيا في لبنان الأوكرانيين «بالامتناع عن القيام بأي رحلات إلى لبنان حتى يستقرّ الوضع الأمني»، و»المواطنين الذين ما زالوا موجودين في لبنان إلى مغادرة أراضيه».

وطلبت بلجيكا من رعاياها مغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن، كذلك دعت السفارة العمانية في بيروت مواطنيها إلى مغادرته فوراً. كما نصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بعدم السفر الى إسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن ولبنان.

وأكد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو لنظيره اللبناني موريس سليم في اتصال هاتفي على «ضرورة ابقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع في الاراضي الفلسطينية»، و»لبنان مسألة مركزية بالنسبة لفرنسا».

وامام هذا التصعيد الميداني، تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن وتم البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.

بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب لشبكة الـ CNN: «لا نريد الحرب، ولكن ما يحدث في غزة سيحدّد كيف تسير الامور في المنطقة». وطلب من سفراء النروج، الدنمارك، فنلندا، السويد وكندا «تدخّل دولهم من خلال الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد».

والأوضاع العامة في البلاد وأوضاع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى التطورات على الحدود الجنوبية، عرضها قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة مع وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي بحضور ملحق الدفاع الأميركي العقيد Aimee Mowry.

جعجع

وفي المواقف، لفت رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع خلال لقائه في معراب وفداً من طلاب «القوّات اللبنانيّة» في جامعة «اللويزة» اثر فوزهم بالإنتخابات الى أنّنا «نمرّ في ظرف ممكن أن يحدّد معالم منطقة الشرق الأوسط بشكل مختلف عمّا كان في السابق». واعتبر أن اللبنانيين «يمضون وقتاً طويلاً في التنظير والكلام والإنتقاد والبكاء والشكوى وتنتهي الجلسة من هنا ويذهبون إلى النوم من هناك وكان الله يحب المحسنين، وأينما بدأت المسألة معهم تنتهي، أما نحن كجماعة فلسنا كذلك، فهدف طرح وتوصيف الوضع رؤية ما بإمكاننا القيام به من أجل تغيير هذا الواقع».

ودان «حزب الله» الاعتداء على المدنيين والصحافيين، مؤكداً أنّه «لن يمرّ من دون ردّ او عقاب»، فيما قال النائب علي فياض إنّ «المقاومة تتحرّك وفقاً لسلم متدّرج من الخيارات، الحدّ الادنى فيه هو الحفاظ على قواعد الاشتباك والتوازن مع العدو الاسرائيلي وهذه هي المرحلة التي نمرّ بها الآن، والتي يشكّل فيها عنوان استنزاف العدو وانهاكه طبيعة هذه المرحلة وعنوانها. لكن المقاومة جاهزة لكل الخيارات الاخرى صعوداً الى ابعد مستوى، الى هذا الافق المفتوح للصراع».