بين تطرف نتنياهو وكرة الثلج المتدحرجة: حقائق قد تقلب المشهد!!
بين تطرف نتنياهو وكرة الثلج المتدحرجة: حقائق قد تقلب المشهد!!

خاص - Sunday, October 15, 2023 8:54:00 AM

جوزف القصيفي

إن ما تقدم عليه إسرائيل من أعمال حربية تستهدف المدنيين في قطاع غزه، والصحافيين في جنوب لبنان الذي ارتقى من بينهم مصور وكالة " رويترز" العالمية عصام عبدالله يؤكد المؤكد، وهي أن الدولة العبرية لا تقيم وزنا ولا اعتبارا للمواثيق والعهود الدولية، وتضرب بعرض الحائط القرارات الاممية الخاصة بكيفية تصرف الجيوش في الحروب مع المدنيين العزل الذين يختبئون في منازلهم،أو في ملاجيء اتقاء للقصف. ولم تستمع تل أبيب إلى مناشدات الدول والأمين العام للامم المتحدة، ولا الهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان بوجوب تحييد الأهداف المدنية، والمستشفيات، وسائر منشآت البنى التحتية، بل أصرت على ممارسة العنف الأعمى ضد الفلسطينيين تحت شعار "القضاء على حماس واستئصالها". وهي لذلك سخرت آلة اعلامية جهنمية بامتداداتها الاقليمية والدولية لفبركة الاكاذيب وتعميمها ،حول ممارسات غير انسانية تقشعر لها الأبدان مثل الزعم أن مقاتلي " كتائب القسام" قاموا بقطع رؤوس الأطفال في مستعمرات غلاف غزه ليتبين في ما بعد انه خبر ملفق اضطر الرئيس الأميركي جو بايدن عبر الناطق الرسمي للبيت الابيض إلى القول بأنه غير صحيح، والى اعتذار مراسلة ألCNN بقولها انها تلقت الخبر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وانه كان يعوزه التدقيق. وفي كل يوم يتكشف للرأي العام العالمي كم من التقارير الاعلامية الكاذبة بثت من إسرائيل عن أحداث لم تحصل وجرائم لم ترتكب. ولم يتأخر الأمر حتى عمت التظاهرات العديد من العواصم الغربية والدول الاسلامية والعربية اعتراضا على المجازر التي ترتكب في حق فلسطينيي غزه، ليكتمل المشهد: انكشاف إعلامي نتيجة الكذب والتضليل وضخ الاخبار المولفة بخبث، بالتزامن مع رفض دولي للمبررات التي ترفعها تل أبيب لتسوغ لنفسها إبادة ابناء غزة ومحو القطاع عن الخريطة.

ولكن قبل الانتقال إلى الخلاصات، لا بد من اعتبار أن هذين الانكشاف والتحرك الدولي سيكبران مثل "كرة الثلج" ليفرضا على المشهد ايقاعا جديدا ومختلفا.

اما الخلاصات فيمكن اختصارها بآلاتي:

أ‌- لا يمكن فرض حل للقضية الفلسطينية بالقوة.

ب‌- إن القضية الفلسطينية لا تموت طالما هناك فلسطيني واحد يرفض تصفيتها وادخالها غياهب النسيان.

ج- إن عملية" طوفان الاقصى" هي ضربة استراتيجية ستكون لها ارتدادات سلبية مفرطة على استمرارية دولة إسرائيل بالشكل التي هي فيه.

د- إن إسرائيل مطوقة بدول عربية قد تستطيع إقامة علاقات مع حكوماتها، لكنها لن تتمكن من احداث خرق، ولو بسيط، يتمثل بتقبل مجتمعات دول الطوق لها. وهناك أمثلة من مصر والاردن نواطق بردات فعل مواطنيهما تجاه إسرائيل والاسرائيليين.

ه- ان إسرائيل بعدم انصاتها إلى نصائح تشير عليها بالذهاب إلى تسوية عادلة تعطي الفلسطينيين حقوقهم، إنما تغامر بمستقبلها كدولة وتضع كيانها الذي بدأ يتحول إلى الهشاشة أمام خطر وجودي.

و- إن من يطرح حل الدولتين أمام إسرائيل إنما يمد لها طوق النجاة، لأن " حماس"، " الجهاد الاسلامي" والعديد من المنظمات الفلسطينية بدعم من فئات شعبية واسعة سواء في غزه والضفة ومناطق أل 1948، ودول الشتات، يعتبرون أن دولة إسرائيل غير قابلة للحياة والاستمرار، وأن استمرارها في سياستها القائمة على القتل والتدمير والتهجير سيعجل سقوطها. وان من يتحدث إلى قيادات رفيعة المستوى في "حماس" لا يجد صعوبة في الاستنتاج أن اعتقادها بحصول هذا الامر هو راسخ ووليد قناعة مبنية على دراسات وأرقام وتوقعات واقعية.

ويبدو واضحا أن اليمين المتطرف هو الذي سيؤدي باسرائيل إلى هاوية سحيقة لن تستطيع الخروج منها مهما حاولت وسعت. وهكذا يكون بنيامين نتنياهو، وتحت شعار " فعل كل شيء من أجل حماية اسرائيل وضمان ديمومتها" هو أول من يدق اسفينا حادا في أساسات دولته المصطنعة التي تفتقر إلى مبررات الوجود كوطن ابصر النور في العام 1948 بفعل مؤامرة دولية شاركت فيها جميع الدول الخارجة من الحرب العالمية الثانية، والمتأثرة بأخبار "الهولوكست"، قضت باعطاء " رض بلا شعب، لشعب بلا ارض" على زعم بلفور ووعده المشؤوم.

" الزهر " رمي على الطاولة، فلننتظر نهاية اللعبة التي تسطر بالحديد والنار.

صدق الشاعر الذي قال: إن الليالي من الزمان حبالى مثقلات تلدن كل عجيب

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني