ما زال لبنان يعاني من ازماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولا بوادر فرج حتى الآن. حتى مسألة انتخاب رئيس للجمهورية تحجبها الاوضاع القائمة بين اسرائيل ولبنان وغزة. فهل تؤثر الاشتباكات بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله على سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟ وما سر استقراره على هذا السعر؟ وهل سيؤثر توقف الانتاج في منصة تمار الاسرائيلية على سوق النفط؟
أكد العميد الدكتور بيار الخوري عميد كلية ادارة الاعمال في الجامعة الاميركية للتكنولوجيا في حديث لـVdlnews أنه "بالمبدأ اذا بقيت الامور بين اسرائيل وحزب الله على حالها من غير المرجح أن يكون هناك تأثير مباشر أو غير مباشر على سعر الدولار والسبب هو أن لبنان لم يعد يطبع المزيد من الليرة".
وأضاف: "أمر طبيعي أن مخاطر القدوم الى لبنان قد تكون مرتفعة بسبب تخوف القادمين من تسكير المطار مثلا إلى عمليات أمنية كل هذه احتمالات لتطور الوضع القائم في محيطنا".
وأشار الى أن "الليرة لم تتغير والكمية ضئيلة جدا بحدود الخمسمئة أو ستمئة مليون دولار وهي عبارة عن حوالي الستين الف مليار ليرة بالسوق وهذا لا يكفي اذ أردنا ان نوزعها على الصناديق السوبرماركات بيوتنا".
ولفت إلى أن "مصرف لبنان لا يطبع الليرة ويبدأ الخوف حين يبدأ مصرف لبنان بالطبع واذا لم يطبع من الممكن ان يتدهور الوضع الاقتصادي ولكن لا شرط ان تتدهور الليرة لأن هي اصلا غير موجودة فمن أين سنخلق الطلب والليرة غير موجودة وكيف سيرتفع الدولار اذا الليرة غير موجودة؟
كيف تؤثر الحرب على ارتفاع الدولار؟
وقال الخوري: "الخوف يبدأ من ارتفاع الدولار اذا تطورت الاعمال وتدخل لبنان بشكل من الاشكال بهذه الحرب وأصبح لدينا نزوح ومصابون وكل ما ترافقها الحروب من مشاكل وهنا يجب على السلطة السياسية ان تلزم صرف لبنان ان يطبع ويمول لان هناك كارثة اجتماعية ونكبة قد حصلت".
وأضاف: "اذا عاد مصرف لبنان وطبع الليرة الدولار سيرتفع وهذا غير مؤكد تبقى فقط سيناريوهات اذا تدهور الوضع".
وأردف: "اذا دخلنا في حرب لا يمكن ان نجزم ان الدولار سيرتفع بل من الممكن ان تأتي مساعدات من الدولية وهذا لن يؤثر على ارتفاع الدولار لان مصرف لبنان لن يطبع الليرة".
لماذا لم يتغير سعر الدولار في السوق السوداء
وتابع الخوري: "استقرار الدولار مرتبط بعدم وجود ليرة ولا طلب عليها في السوق منذ 6 اشهر وتغيرت كل الظروف الاقتصادية ".
وأردف: "سعر الليرة اصبح ثابتا والثابت لن يؤثر على المتغيرات واذا اصبح هناك اي توترات سلبية او اي نكبات ومصرف لبنان ذهب الى طبع الليرة من جديد فهناك سيرتفع الدولار".
هل سيؤثر توقف الانتاج في منصة تمار الاسرائيلية على سوق النفط؟
وفي السياق، كشف الخوري انه "من الطبيعي ان يؤثر توقف انتاج الغاز من حقل تمار في اسرائيل على أسعار النفط وكل مواد الطاقة وبسبب الوضع في المنطقة ارتفعت الاسعار عالميا بحدود 10 %".
واردف: "لا اعتقد ان الحقل اللبناني (قانا) في هذا الظرف القائم والغير المناسب اذا وجد فيه كمية تجارية من الغاز ان تعمل الشركة على الاستخراج منه لان المنطقة متجهة نحو الخراب".
وفي الختام، تبقى الامور بإنتظار التطورات الحدودية وعلى امل ان يبقى لبنان خارج كل الاصطفافات القائمة.