الحدث
بعدما نزحوا بشكل جماعي من إقليم ناغورني كاراباخ، غداة الإعلان عن حلّ الجيب الانفصالي المعلن من جانب واحد، وعلى الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء، أكدت أرمينيا أن جميع سكان كاراباخ الأرمن البالغ عددهم 120 ألف نسمة غادروا الإقليم.

إلى ذلك، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت متأخر أمس الجمعة إن ما يزيد عن 100 ألف لاجئ وصلوا إلى أرمينيا من كاراباخ.

وقال فيليبو جراندي عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "الكثير جياع ومتعبون وفي حاجة إلى المساعدة الفورية".

كما أضاف "تكثف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من شركاء الجهود الإنسانية الدعم للسلطات الأرمينية، لكن المساعدة الدولية مطلوبة بصورة عاجلة للغاية"، وفق ما نقلته "رويترز".

فيما أعلنت الأمم المتحدة أن بعثة لتقييم الحاجات الإنسانية ستصل الى المنطقة في نهاية هذا الأسبوع، هي الأولى من نوعها منذ نحو ثلاثة عقود.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك "لم نتمكن من دخول هذه المنطقة منذ نحو ثلاثين عاما" بسبب "الوضع الجيوسياسي المعقد (...) لذا من الأهمية بمكان أن نتمكن من الدخول".
تطهير عرقي
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اتهم يوم الخميس أذربيجان بارتكاب حملة "تطهير عرقي"، وذلك وسط حالة من التوتر المتصاعد يشهدها الإقليم الذي يتنازعه البلدان.

كما اعتبر أن سياسة التطهير هذه كما وصفها، "لن تترك أرمينيا واحدا بالإقليم في الأيام المقبلة". وندد بعدم اتخاذ الجهات الدولية الفاعلة "إجراءات ملموسة" حيال "هذا التطهير المستمر".

فيما حثت أذربيجان الأرمن في تلك المنطقة الذي ظلت لسنوات محل نزاع بين البلدين، على عدم مغادرة الإقليم.

وأكدت ألا علاقة لباكو بقرار الأرمن الانتقال إلى أرمينيا أو أي بلد آخر. وذكرت وزارة الخارجية أنها على استعداد لتهيئة الظروف للأرمن "لعيش حياة أفضل مما كانوا يعيشونها وهُم رهينة المجلس العسكري الذي أنشأته أرمينيا". وشددت على عزمها "إعادة دمج السكان الأرمن كمواطنين متساويين"، مؤكدة أن دستور البلاد والتزاماتها الدولية التي قطعتها على نفسها توفر "الأرضية الصلبة" لتحقيق ذلك.
وقف النار
وكان انفصاليو هذا الاقليم أعلنوا الأسبوع الماضي (20 ايلول 2023)، موافقتهم على وقف النار، إثر تعرضهم لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد الجيش الأذري، بعد يوم واحد من تفجر القتال.

وكان الجيب الإنفصالي قد انشق عن أذربيجان في التسعينيات.

يذكر أن أذربيجان وأرمينيا، الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، خاضتا حربين للسيطرة على إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه والذي تسكنه غالبية من الأرمن، الأولى في تسعينيات القرن الماضي والثانية عام 2020.

ورعت موسكو اتفاقاً لوقف النار أنهى المعارك في 2020، ونشرت قوة لحفظ السلام هناك، لكن تلك القوات لم تمنع هجوم القوات الأذربيجانية الخاطف الأسبوع الماضي، ما أغضب يريفان بشكل كبير.