رأى النائب ابراهيم كنعان "أن لا جدّية في التعاطي بالملف الرئاسي بعد كل الوقت الذي مرّ بينما لبنان في حال تآكل أمني واقتصادي ونقدي، وكل طرف "ناطر التاني على المفرق" ، لافتاً في حديث الى "صوت المدى" الى أن "لا شيء لدينا ضد المساعي الخارجية، ولكن أين التفاهم اللبناني-اللبناني على استحقاق يشكّل مدخلاً للانقاذ ويحدد مصير لبنان في المرحلة المقبلة؟".
اضاف "من المعيب تسليم أمورنا للخارج، فأين رجال الدولة في التعاطي مع مسألة بهذه الأهمية؟ فأي ملف مطروح للحلّ بشكل جدّي؟ وأين الوعي الكامل لخطورة المرحلة؟ للأسف نواجه الجلجأة والشعبوية، فأين الملفات التي توضع على الطاولة ليبدأ الرئيس المنتخب بتنفيذها؟ ".
وقال كنعان "المسألة ليست مسألة أسماء وسلل موفدين. فليس هكذا تعالج الأمور. فاذا انتخب رئيس من دون مواصفات وبرنامج عمل، فسنكون أمام التمترس والتعطيل مجدداً بينما يفترض أن يكون الرئيس والحكومة المقبلة باب الحلّ لا الهدف بحدّ ذاته".
وتابع "لقد طرحنا كطرف سياسي ورقة الأولويات الرئاسية، فكيف تم التعاطي معها؟ ومن طرح مشروعاً عملياً لانقاذ البلد ووضعه على سكة الانقاذ وعمل على اسقاط الشخص المناسب عليه؟ أم ان هناك من يسعى لاسقاط أشخاص على بلد فارغ بلا حلول؟".
واعتبر كنعان أن "المطلوب رؤية مسيحية جامعة يتم التفاهم عليها مع الشركاء في الوطن، وكسر الحلقة المفرغة لأن صلب الموضوع ليس اسماً أو اسمين أو فيتو على فلان وعلان، بل خريطة طريق انقاذية يتم اسقاط الشخص المناسب عليها".
وإذ اشار كنعان الى أن "الاتفاق مع صندوق النقد الدولي مستمر" كرر مطالبة الحكومة "بالتدقيق بموجودات المصارف والدولة" وسأل "لماذا لم يحصل ذلك حتى اليوم على رغم مطالبتنا به منذ 4 سنوات؟ وهل يجوز أن يستمر غياب الارادة باتماتم ذلك؟".
وقال "يتحدّثون عن خطط لاسترداد أموال المودعين، أكان حكومة حسان دياب أم الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي، فمن أين سيقومون بذلك؟ وكيف ستسترد الأموال المحولة الى الخارج؟ وأية أسهم ستمنح للمودعين من مصارف مفلسة أصلا؟ وهل هكذا ترد أموال الناس؟ هي شعارات بلا تطبيق. فلا يمكن أن يستمر الكذب وغياب الإرادة في التعاطي الجدّي مع أموال المودعين، فكفى بيع أوهام للناس، وانتقلوا الى وضع الحلول العملية على السكة".
اضاف "هناك من يحاول تحميلنا المسؤولية، ولكن لسوء حظ دولة رئيس الحكومة ونائبه، فإن صندوق النقد أعلن في ختام زيارته للبنان أن مشروع إعادة هيكلة المصارف ما زال لدى الحكومة، مطالباً إياها باحالته الى مجلس النواب".
وقال كنعان" لو كنا أمام دكانة مفلسة لكان جرت الجردة منذ اللحظة الأولى، فهل يجوز أن لا تقوم بذلك دولة بإمها وبيها؟".
ورأى كنعان أن "هناك من يمتهن الرقص على قبور اللبنانيين، بينما المطلوب صحوة ضمير والتعلّم من التجارب ليكون لنا المستقبل"، وقال "لقد كنا في لجنة المال والموازنة أول من قرع جرس الإنذار سنوات قبل الانهيار، وقمنا بالتدقيق البرلماني قبل التدقيق الجنائي، ووضعنا "الابراء المستحيل" وطالبنا بتشكيل محكمة للجرائم المالية، فلم نجد سلطة تنفيذية تحترم القانون وقضاء يحاسب، ووقف في وجهنا من يعظنا اليوم".