كتبت “الديار”: خلاف أعضاء المجموعة الخماسية التي تُعنى بالشأن اللبناني في اجتماعها الثلاثاء الماضي وعدم صدور بيان ختامي للاجتماع، يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الملف الرئاسي اللبناني في ظل هذه الخلافات والعودة إلى نقطة الصفر في المفاواضات سواء على الصعيد المحلّي أم على الصعيد الإقليمي – الدولي. هل انتهى الدور الفرنسي وتسلّمت قطر مُهمّة الوساطة؟ ما هي المنهجية التي ستعتمدها قطر في وساطتها؟ وما هي المدّة الزمنية لانتخاب رئيس؟
كل هذه الأسئلة تبقى من دون أجوبة موثوق بها خصوصًا مع التضارب في المعلومات الصحافية. حيث هناك معلومات عن خلاف وقع بين ممثلي كل من فرنسا والولايات المُتحدة الأميركية والذي ادّى إلى شلّ عمل المجموعة إذ طالب الجانب الأميركي بإنهاء رسمي لمهمة الوساطة الفرنسية وتسليمها إلى قطر وهو ما رفضته فرنسا بشكل جازم. والأصعب في الأمر هي الشكوك التي تتركها الزيارات المتزامنة لكل من الموفد الفرنسي ولقاءاته العلنية والموفد القطري الذي يحتفظ بسريّة اللقاءات.
تشير مصادر صحافية إلى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيقترح خلال زيارته إلى بيروت في بداية الشهر المقبل، عقد لقاء في قصر الصنوبر يعرض خلاله رؤيته للحلّ على أن تتم مناقشة هذه الرؤية مع القوى السياسية التي قد تتمثّل بالصف الأول أو الصف الثاني. إذًا، إذا كان الموفد الفرنسي يحمل في جَعبته مقتراحات جديدة، ماذا يحمل الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الذي يقوم بلقاءات سرّية في لبنان وما هي طروحاته؟
في المعلومات، أن الموفد القطري يجمع المعلومات من القادة ورؤساء الكتل النيابية التي يلتقيها في لبنان ويحضر الأرضية السياسية في لبنان لزيارة سوف يقوم بها قريبا وزير الخارجية القطري بهدف طرح مجموعة افكار تسلم في حلحلة الملف الرئاسي اللبناني والذي بلغ الحائط المسدود مؤخراً. وكما أصبح معروفا أن قطر تطرح في الاروقة الدبلوماسية والسياسية اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، فهل تتمكن من تأمين اجماع سياسي حول اسمه؟ وهو ما يستبعده كل المراقبين نتيجة اعتراض رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل ودعم الثنائي الشيعي غير المشروط لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
بالطبع هذا المشهد يقترح أمرًا من اثنين: إما هناك تواصل وتنسيق فرنسي – قطري كبير يحمل في طياته تطويق للطبقة السياسية اللبنانية وهذا الأمر غير مؤكد بحكم غياب أي مؤشرات. وإمّا هناك منافسة فرنسية – قطرية، وبالتالي المسعيان يتطوران بشكلٍ مستقلّ كما توحيه تصريحات وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الذي صرّح خلال وجوده في نيويورك أن المبادرة الفرنسية ماشية، لكن بمفردها.
حتى الساعة الصورة المُعطاة في الإعلام تُظهر الأمر على الشكل التالي: فشلت المُبادرة الفرنسية واستلم القطريون المُهمّة لكن هذا الأمر غير أكيد والشيء الوحيد الأكيد في كل هذا الإطار أن مصير اللبنانيين هو بين أيديهم…