شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
الخيبة الناجمة عن اجتماع اللجنة الدولية الخماسية المعنية بالملف اللبناني في نيويورك منذ يومين زاد الطين بلة في البازار الرئاسي وادى الى تراجع التكهنات التي تتحدث عن تفاؤل ما. لا سيما بعدما كان متوقعاً من اللجنة الخماسية إيجاد مخرج رئاسي أو خريطة طريق أو أقله إصدار بيان حازم عما جرى.
ومن القراءات السياسية انطلاقاً من التعثر الخارجي، ثمة من يعتبر أنه اذا لم يُنتخب رئيس جديد للجمهورية حتى آخر السنة الجارية على أبعد تقدير، فسيدوم الشغور الى الانتخابات النيابية المقبلة.
امام كل ذلك، لا يزال اسم الوزير السابق سليمان فرنجية ، صامداً لدى "الثنائي الشيعي"، اما بالنسبة الى فرنسا التي تعتبر -موطئ القدم الوحيد الخارجي لهُ- فيبدو انها بدأت تتراجع عن دعم هذا الترشيح، لا سيما بعد فشل مبادرتها التي اعتمدت على قاعدة ثنائية "فرنجية – نواف سلام"، وقد غادر المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان بيروت خالي الوفاض، في ظل تشبث الفريقين ايّ المعارضة والممانعة بموقفهما.
فما يزيد من الاعتقاد بالفشل الخارجي والمحلي، وما يؤكد وجود فجوة وتباينات كبيرة بين كافة الاطراف المعنية بالاستحقاق، هو الكلام الذي صدر امس عبر منصة "اكس"، من نجل "مرشح الثنائي" النائب طوني فرنجية اذ قال: بعيداً عن السّياسة التي أصبح فيها التلاقي والحوار جريمة. وأضاف: أما تجرّع السّمّ، تقاطع المصالح وانتظار الحلول الخارجيّة فقد تحولت إلى أمور مباحة وطبيعيّة.
وامام هذه التطورات، يمكن الاعتبار من الآن وصاعداً، انّ ترشيح فرنجية ثابت داخلياً، الى حين لحظة الانسحاب لصالح مرشح ثالث، ويؤشر الى ذلك انّ المبادرة الفرنسية التي صنعت على قياس فرنجية، احيلت الى "التقاعد"، ويبدو انّ لودريان كان في زيارة "وداعية" اخيرة، عقب فشل الدبلوماسية الفرنسية، وبالتالي ظهر الاستياء الفرنسي بوضوح خلال اجتماع نيويورك.
في هذا الوقت، افادت معلومات لوكالة "اخبار اليوم" انّ هناك توجسا لدى حزب الله، من تدخل الدوحة بقوة على خط المعالجة من جهة، ولاقناع اللبنانيين بتبني شخصية توافقية للرئاسة من جهة أُخرى، فمن المعروف انّ قطر داعمة لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وقد برزت معطيات مفادها، انّ الموفد القطري قد طرح اسم عون للرئاسة داخل الاجتماع الخماسي، فحظي بدعم اميركي قطري مصري وسعودي، لكنه قوبل برفض فرنسي، بذريعة انّ الحزب يرفض حالياً هكذا خيار.