لم يتوقف عناد فرنسا لحل الازمة اللبنانية وتحديداً ملف الرئاسة بعدما تقلص نفوذها في أفريقيا والمتوسط بالرغم من فشل لقاء وزراء خارجية دول «اللجنة الخماسية» في الاجتماع الذي عُقد في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بسبب الانقسامات بين أعضاء اللجنة وعدم إصدار بيان حول هذا الاجتماع.. فمبعوثها عائد الى لبنان. بالتوازي قررت قطر التدخل لإيجاد حل لهذه الازمة، فهل تكون "التالتة ثابتة" للودريان بحل الازمة؟ وهل هناك خلافات بين اللجنة؟ وما صحة دعم قائد الجيش للرئاسة؟ وهل هناك دوحة 2؟

وفي حديث لـ Vdlnews أكد المحلل السياسي محيي الدين الشحيمي، أن “المبادرة الفرنسية مستمرة، وهي جزء من المسعى الخماسي الدولي، والتي تستقي خطواتها من البيان الثلاثي والذي يعتبر دوليا امميا (أكبر من توصية واقل من قرار) والتي بدورها تحولت الى خماسية بمظلة عربية وازنة وحضور دولي مهم جدا بالوجود الفرنسي الأميركي".

وأضاف، "لا توجد خلافات بين اعضاء الخماسية وانما تباينات وهي موجودة دائما، وعند كل وجهة هنالك اختلاف بالتفسيرات والرؤى، ولكن لا ترتقي ابدا الى مرحلة الخلافات".

وتابع، "لم ينته الدور الفرنسي، فالمسعى هو دولي وخماسي والتنسيق مستمر".

وكشف الشحيمي أن "قطر دائما حاضرة في الحياة السياسية والمسرح اللبناني، ولها أثر ايجابي كغيرها من أعضاء دول خلية الازمة، وزيارات وفودها دائمة، سواء المعلنة وغير المعلنة، غير ان مسعاها ليس فرديا وانما ضمن مظلة الخماسية فقط، والظروف لا تسمح لاتفاق دوحة 2 ابدا".

هل من مرشح لدى اللجنة الخماسية؟

لفت الشحيمي الى أنه "ليس لأعضاء اللجنة الخماسية اي مرشح ودول اللجنة تدعم وصول اي شخصية تتمتع بالمواصفات المعروفة فقط، وبالنسبة الى قائد الجيش فهو مرشح جدي بحكم موقعه ومركزه في لبنان، حيث ينظر الى قائد الجيش بصفته مرشحا دائما للرئاسة الاولى، لكن الامر يحتاج الى خطوات لبنانية، وهو ما تشدد عليه الخماسية، اي وجوب الحل اللبناني التوافقي، فليس مع قائد الجيش وكما غيره من المرشحين اي مشكلة، رغما ان العماد عون غير مرشح بشكل مباشر، بغض النظر عن طرح اسمه وراء الكواليس".

وأردف: "لن تنجح اي مهمة إذا لم تكن منسقة مع السعودية، وهو ما تم الاتفاق عليه من البيان الخماسي وصولا الى الاجتماع الأخير".

ورأى أنه "سيستمر لودريان بما عكف عليه، ومسألة نجاح المهمة سواء فرنسيا او قطريا او خماسيا هو رهن الظروف والاستجابة اللبنانية أولا".

هل استبعاد إيران عن اللجنة الخماسية سيؤثر على اتخاذ القرار؟

يعنبر شحيمي ان "استبعاد إيران ليس قرارا فرديا لأي من دول الخماسية، بل هو تصور جماعي، ويتم الحديث معها من خلال الوسطاء من دول الخماسية وخاصة قطر، وطبعا هي جزء سلبي بحكم سياستها اتجاه الملف اللبناني وهو ما صرح به الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرا".

في الختام، الى متى سيبقى لبنان لعبة الدول الإقليمية والى متى يتم اتخاذ القرار عنه؟ وهل سيكون لبنان أمام خضات أمنية وأقتصادية وأجتماعية تضعه امام رئيس أمر الواقع؟ وإذا توافق الجميع على قائد الجيش ما موقف التيار؟ وهل سيغرد خارج السرب؟