إنتخابات "المجلس الشرعي" في جبل لبنان.. "بروفا" لمعركة الإفتاء
إنتخابات "المجلس الشرعي" في جبل لبنان.. "بروفا" لمعركة الإفتاء

أخبار البلد - Friday, September 22, 2023 7:16:00 AM

عيسى يحيى - نداء الوطن 

التمديد لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بتوافقٍ سعودي - مصري، تلقفه «تيار المستقبل» تفادياً للشغور في المقام الديني، وكرّس دار الفتوى مرجعية سياسية ودينية معاً، تعمل على لمّ شمل الطائفة بمباركة سعودية.

يدرك مفتي الجمهورية أنّ الدور المنوط بالدار بعد التمديد ليس كما قبله، وأنّ مجريات الأحداث في المراحل السابقة من فرض لوائح في انتخابات المجلس الشرعي في بيروت وغيرها، إلى إملاء أسماء المفتين من قبل المرجعيات السياسية، أصبحت من الماضي، وأنّ المرحلة اليوم هي ما تقتضيه المصلحة العامة للطائفة السنّية التي تحتاج مرجعية يلتفّ حولها الجميع. وعليه ستكون نتائج انتخابات المجلس الشرعي أول الشهر المقبل متماهية مع المرحلة المقبلة، وسيكون لمفتي الجمهورية الحصة الأكبر بين الفائزين من قضاة مدنيين وشرعيين وغيرهم، إضافة إلى من يعيّنهم ( 8 أعضاء)، من دون أن تكون الغلبة للأحزاب.

تكتسب المعركة في محافظة جبل لبنان لانتخاب عضوي المجلس الشرعي، من بين أربعة مرشحين، أهمية خاصة عن غيرها من المناطق، كونها معركة تحديد أحجامٍ وأوزان ومقدمة لانتخابات مفتي المنطقة المحلي خلفاً للمفتي الحالي محمد علي الجوزو الذي ناهز وجوده في المنصب نصف قرن، وهو المعيّن منذ العام 1962 وفق القانون القديم الذي لم يحدّد فيه سنّاً معينة لانتهاء مدة التعيين.

وعليه، بقي الجوزو حتى اليوم في المنصب، وهناك من يأخذ عليه أنّه يفضّل «توريث» المنصب لابنه القاضي الشرعي محمد هاني الجوزو الذي يسيّر شؤون الإفتاء بديلاً عن والده كون الأخير ناهز التسعين عاماً، فيما يترقّب عارفوه أن يفسح المجال أمام غيره من خلال انتخاب مفتٍ جديد، وفق ما تقول مصادر محلية لـ»نداء الوطن».

لم يدعُ مفتي الجمهورية إلى انتخاب مفتٍ لمحافظة جبل لبنان أسوةً بباقي المناطق والمحافظات وقوفاً عند خاطر الجوزو، غير أنّ المعلومات تشير إلى أنّ مفتي الجمهورية، وبعد الانتهاء من انتخابات المجلس الشرعي سيدعو إلى انتخاب مفتٍ لمحافظة جبل لبنان مطلع العام المقبل. وعليه ستكون انتخابات عضوي المجلس الشرعي في المحافظة من أصل أربعة مرشحين هم: القاضي حمزة شرف الدين، القاضي رئيف عبد الله، الشيخ عاطف قشوع وجهاد اللقيس... بروڤا يُبنى عليها في معركة الأفتاء.

وتشير المصادر المحلية المتابعة لما يجري في جبل لبنان إلى أنّ تعذر حصول تسوية في المنطقة فرض خوض معركة هي شبه محسومة، وستكون قاسية في ذات الوقت لكونها تحدد الأحجام والأوزان وصاحب الحظ الأوفر في مقام الإفتاء، هذا المقام الذي تنحصر فيه المعركة بين ابن المفتي الحالي القاضي محمد هاني الجوزو والقاضي رئيف عبد الله عضو المجلس الشرعي الحالي والمرشح أيضاً لعضوية المجلس الشرعي، وهي مصيرية بالنسبة للأخير، كونها تحدد حيثيته ضمن الهيئة الناخبة المكونة من 119 ناخباً. وفي وقتٍ كان تيار «المستقبل» يدعم عبد الله في الانتخابات الماضية، يبرز اليوم التحالف بين الجوزو الأب و»التيار» بعدما فتح الأول قنوات التواصل مع «التيار» وشنّ حملة على الرئيس فؤاد السنيورة.

وتضيف المصادر أن حظوظ القاضي حمزة شرف الدين ابن بلدة شحيم هي الأوفر كونه يتمتع بالسيرة الحسنة، ويحظى بتأييد القضاة من الهيئة الناخبة الذين يشكلون أكثر من النصف، وكان قد تعادل في الانتخابات الماضية بالأصوات مع المرشح محمد منصور وفاز منصور بسبب السنّ. وتتابع المصادر أنّ الانتخابات السابقة في جبل لبنان شهدت تحالفاً بين الأحزاب السياسية («تيار مستقبل»، الحزب التقدمي الاشتراكي) وعدد من القضاة الكبار ضد شرف الدين ما أدى إلى خسارته.

أما اليوم وبسبب تبدّل الظروف السياسية، ترتفع حظوظ شرف الدين بين باقي المرشحين، الأمر الذي يدفع البعض إلى محاولة استقطابه وتأييده، وهو غير المحسوب على أي جهة سياسية.

وتشير المصادر إلى أن المعركة حاصلة بين القاضي رئيف عبد الله الذي يلقى دعم النائب بلال عبد الله وبين مرشح «الجماعة الاسلامية» الشيخ عاطف قشوع، فيما تنعدم حظوظ المرشح جهاد اللقيس الذي ترشح من باب تسجيل موقف لمدينة جبيل. والبعض يخشى من مقايضة يجريها «المستقبل» مع «الجماعة الاسلامية» في بيروت، ويقوم بدعم قشوع على حساب عبد الله، وخصوصاً بعد التلاقي بين الجوزو و»التيار»، وكون الأول لا يحبّذ وصول عبد الله لعدم منافسة ابنه على مقام الإفتاء، في وقت يسجل البعض عتباً على عبد الله كونه يترشح للمجلس الشرعي ويتهيأ للترشح للإفتاء، وهنا تقول مصادره إن انسحابه من معركة الشرعي تحضيراً للافتاء يفقده وزنه ضمن الهيئة الناخبة وقدرته التمثيلية والتأثيرية التي يبني عليها.

وتختم المصادر أن المعركة باتت محسومة لشرف الدين كون الكتلة الوازنة من الهيئة الناخبة من بلدة شحيم، لتبقى على العضو الثاني بين عبدالله وقشوع، وهي رهن التحالفات السياسية، ودور دار الإفتاء الأم في تزكية تفاهم يقوم على نجاح عبد الله في المجلس الشرعي وترك منصب الافتاء لإبن المفتي الجوزو.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني