العربية
مع إعلان أذربيجان مواصلة العملية العسكرية حتى "النهاية"، أعلن الانفصاليون الأرمن في ناغورني كاراباخ إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من 16 قرية في المنطقة الجبلية بعد بدء الهجوم الأذربيجاني.
وجاء في بيان لأمين المظالم في المنطقة الانفصالية غيغام ستيبانيان، أمس الثلاثاء، أن "أكثر من سبعة آلاف شخص تم إجلاؤهم من 16 تجمّعا مدنيا في مناطق أسكيران ومارتاكيرت ومارتوني وشوشي في أرتساخ/ناغورني كاراباخ"، مستخدما الاسم الأرمني للمنطقة ذات الغالبية الأرمنية والمعترف دوليا بأنها جزء من أراضي أذربيجان.
هجوم عسكري
أتى ذلك بعدما شنّت أذربيجان هجوما عسكريا في ناغورني كاراباخ بعد ثلاثة أعوام على الحرب الأخيرة في الجيب الانفصالي، مطالبة باستسلام أرميني "كامل وغير مشروط" في المنطقة التي تتنازع السيادة عليها مع أرمينيا منذ عقود.
مساء الثلاثاء، دعت الرئاسة الأذربيجانية القوات في هذه المنطقة الانفصالية حيث غالبية السكان من الأرمن إلى إلقاء السلاح، مبدية استعدادها لإجراء مباحثات مع ممثلين عنهم في بلدة يفلاخ في حال قيامهم بذلك.
وقالت الرئاسة الأذربيجانية في بيان "بهدف وقف إجراءات مكافحة الإرهاب، على القوات الأرمينية المسلحة غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، وتسلّم كامل أسلحتها، وعلى النظام غير الشرعي أن يحلّ نفسه. ما لم يحصل ذلك، إجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى النهاية".
وكانت السلطات الانفصالية في ناغورني كاراباخ قد دعت قبل ذلك أذربيجان إلى وقف إطلاق النار "على الفور والجلوس إلى طاولة المفاوضات".
26 قتيلا على الأقل
فيما أفاد الانفصاليون بسقوط 25 قتيلا في العملية العسكرية الأذربيجانية، بينهم مدنيان، وفق حصيلة أعلنوها، وقد أشاروا إلى إجلاء سكان ست مناطق.
من جهتها، أعلنت باكو سقوط أول مدني، وقد أفادت النيابة العامة الأذربيجانية بأنه مهندس يعمل في مجال البناء "قتل جراء إصابته بشظايا قذيفة في أعقاب هجوم شنته القوات المسلحة الأرمينية" التي استخدمت قذائف من عيار ثقيل.
وأفادت السلطات الانفصالية أن ستيباناكرت، عاصمة ناغورني كاراباخ، وبلدات أخرى في المنطقة تتعرّض "لقصف كثيف" يستهدف أيضًا منشآت مدنية.
كما أشارت السلطات إلى أن الاشتباكات تدور "على طول خط التماس" في المنطقة.
ومساء أعلنت أذربيحان سيطرتها على أكثر من 60 موقعا للأرمينيين في كاراباخ، في حين أعلن الانفصاليون الأرمن إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص.تنديد أرميني
وندّدت وزارة الخارجية الأرمينية بـ"عدوان واسع النطاق" يرمي إلى "التطهير العرقي"، مشددة على أنها لا تنشر أي قوات في المنطقة، في إشارة إلى أن الانفصاليين يقاتلون وحدهم الجنود الأذربيجانيين.
وقالت الخارجية الأرمينية في بيان "شنّت أذربيجان عدوانًا جديدًا واسع النطاق على شعب ناغورني كاراباخ، في سعي منها لاستكمال سياسة التطهير العرقي".
ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات" حيال العملية العسكرية.
وأكد باشينيان أن الجيش الأرميني غير مشارك في القتال، وأن الوضع "مستقر" عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.