أمرت وكالة رقابية حكومية في فرنسا شركة آبل بسحب هاتف آيفون 12 من السوق الفرنسية، قائلة إن مستويات عالية جدًا من الإشعاع الكهرومغناطيسي تصدر من هذا الهاتف الذكي.
ودعت "الوكالة الوطنية للترددات"، التي تشرف على الترددات الراديو-كهربائية وكذلك على مستوى تعرّض المواطنين للإشعاع الكهرومغناطيسي، شركة أبل في بيان لها يوم الثلاثاء إلى "استخدام جميع الوسائل المتاحة لإصلاح هذا الخلل بسرعة" للهواتف المستخدمة حاليًا.
وتراقب الوكالة التحديثات التي من شأنها أن تصلح الخلل في جهاز آيفون 12، وإذا لم تنجح، فسيتعين على آبل سحب واسترجاع كل الهواتف التي بيعت ويتم استخدامها حاليًا، وفقًا لبيان الوكالة الفرنسية.
وشككت شركة أبل في نتائج الوكالة الفرنسية، قائلة إن الجهاز يتوافق مع جميع اللوائح التي تنظم كميات الإشعاع.
وكانت الوكالة، المعروفة بالاختصار الفرنسي ANFR، قد فحصت مؤخرًا 141 هاتفًا محمولًا، ومن بينها آيفون 12، بحثًا عن موجات كهرومغناطيسية يمكن أن يمتصها الجسم، لتعلن لاحقا أنها وجدت مستوى من امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية قدره واط لكل كيلوغرام خلال اختبارات وضع الهاتف في اليد أو الجيب، وهو أعلى من معيار الاتحاد الأوروبي البالغ 4 واط لكل كيلوغرام.
وقالت الوكالة إن هاتف آيفون 12 توافق مع الحد الأدنى لللإشعاعات عندما تم تقييم مستويات الإشعاع للهاتف الموجود في سترة أو في حقيبة.
وقالت شركة آبل إن هاتف آيفون 12، الذي تم إصداره في أواخر عام 2020، قد تم اعتماده من قبل العديد من الهيئات الدولية ويتوافق مع جميع اللوائح والمعايير المعمول بها فيما يتعلق بالإشعاع في جميع أنحاء العالم. وأضاف عملاق التكنولوجيا الأمريكي أنه زود الوكالة الفرنسية بنتائج مخبرية متعددة أجرتها الشركة ومختبرات خارجية تثبت تماشي الهاتف مع معايير السلامة الدولية.
مسرطنة "محتملة"
تم تصنيف الهواتف المحمولة على أنها مسرطنة "محتملة" من قبل مؤسسة بحوثات السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية ، مما يضعها في نفس فئة القهوة وأبخرة الديزل ومبيد الحشرات دي دي تي. لكن لا يمكن للإشعاع الذي تنتجه الهواتف المحمولة أن يلحق الضرر بالحمض النووي بشكل مباشر، ويختلف عن أنواع الإشعاع الأقوى مثل الأشعة السينية أو الأشعة فوق البنفسجية.
وفي عام 2018، وجدت دراستان أجرتهما الحكومة الأمريكية، عرّضت خلالها فئرانًا وجرذانًا لإشعاع الهاتف المحمول، وجود صلة ضعيفة ببعض أورام القلب، لكن المسؤولين الحكوميين والباحثين قالوا إن استخدام الأجهزة لا يزال آمنًا. وقال العلماء إن هذه النتائج لا تعكس كيفية استخدام معظم الناس لهواتفهم المحمولة، وأن النتائج التي توصلوا إليها على الحيوانات لم تترجم إلى قلق مماثل لدى البشر.
ومن بين أكبر الدراسات بشأن المخاطر المحتملة لاستخدام الهاتف المحمول، وجد تحليل عام 2010 في 13 دولة أن خطر الإصابة بأورام المخ ضئيل أو معدوم. لكن عادات استخدام الهاتف المحمول لدى الأشخاص تغيرت بشكل كبير منذ بدء الدراسات الأولى، ومن غير الواضح ما إذا كانت نتائج الأبحاث السابقة ستظل سارية حتى اليوم.
وبما أن العديد من الأورام تستغرق سنوات لتتطور، يقول الخبراء إنه من الصعب استنتاج أن الهواتف المحمولة ليس لها مخاطر صحية على المدى الطويل. ويوصي الخبراء الأشخاص القلقين بشأن تعرضهم لإشعاع هواتفهم المحمولة باستخدام سماعات الأذن أو التحول إلى إرسال الرسائل النصية.