"التنين النائم" اميركي هذه المرة... هل يفتح طريق الهند ممرّ التطبيع السعودي مع اسرائيل؟
"التنين النائم" اميركي هذه المرة... هل يفتح طريق الهند ممرّ التطبيع السعودي مع اسرائيل؟

خاص - Tuesday, September 12, 2023 2:33:00 PM

تتصدر السعودية العناوين الرئيسية مجدداً، ولكن هذه المرّة ليس بفضل دوري روشن لكرة القدم ولا المشاريع الضخمة كـ "نيوم" وسواها، إنما بفعل الخط التجاري الذي يربط بحر العرب بأوروبا، من الهند أو "بهارات" مروراً بالإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وإسرائيل وصولاً إلى سواحل المتوسط عبر إيطاليا ليصل هذا الخط الى العمق الأوروبي إلى المانيا.

وبعد الاهتمام الصيني المتزايد بمنطقة الشرق الأوسط وخصوصاً بالسعودية، وذلك سعياً لتأمين ممرّات آمنة وشركاء في خط الحرير الجديد المعروف بـ "الحزام والطريق"، ذهب البعض للاعتقاد بأن الخط الأميركي الجديد أنشئ ليكون منافسا شرسا للخط الصيني، والذي تشكل فيه السعودية أيضاً المدخل الأكثر أماناً والشريك الأقوى اقتصادياً وسياسياً في الخليج العربي والشرق الأوسط.

فمع وجود مشروع يجمع السعودية وإسرائيل رسمياً للمرّة الأولى، هل أصبح التطبيع بين المملكة والحكومة الإسرائيلية أقرب من أي وقت مضى؟

 في هذا الصدد، قال الخبير في الشؤون العبرية حسن حجازي، إن "هناك ثلاثة شروط يجب أن تتوفر للسير نحو التطبيع، أولاً يجب أن يكون هناك توافق أميركي سعودي حول "شروط" امتلاك أسلحة متطورة وتخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية لأغراض صناعية وتحديد مصير الحلف الدفاعي بين واشنطن والرياض، وهذا أمر وارد".

وأضاف:" أما من جهة ثانية، فالجانب السعودي يريد تنازلات من إسرائيل للفلسطينيين ولو كانت شكلية، فهو لا يستطيع السير نحو التطبيع دون تقديم أو انجاز أي شيء على المستوى الفلسطيني في عيون العرب"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر عقبة أساسية بوجه التطبيع لا سيما مع وجود حكومة نتنياهو التي تحوي على مجموعة من اليمين المتشدد".

أما بالنسبة للإسرائيليين، فاعتبر حجازي في حديث لـ”vdlnews”  أن "التطبيع بذاته هو بمثابة انجاز كبير لهم، لكن ليس بظل الظرف الحالي الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية لجهة المشاكل الداخلية إلى جانب المعارضة التي لن توفر فرصة في قطع أي حبل نجاة لنتنياهو في المرحلة الراهنة".

وأكد أن مسألة التطبيع "تكتنفها عقبات عدّة والأمر لا يتعلق بالحكومة الإسرائيلية الحالية فقط، إنما في معارضة إسرائيل بالمطلق للمشروع النووي السعودي حتى لو كان "سلميا".

وعند سؤاله عن علاقة إشراك الولايات المتحدة للسعودية في مشروع الخط الذي يربط الهند بأوروبا بشرط تخصيب اليورانيوم، قال حجازي: "حتى الآن الموقف الأميركي غير واضح فيما يتعلق بقبول مشروع نووي متكامل في السعودية، وهذا الملف موضع اعتراض إسرائيلي أيضاً".

وتابع: "مسألة بناء هذا الخط هي مسألة مرتبطة بالذهاب نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل، كونها تتعلق بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة وتحويل المنطقة إلى منطقة صراع على النفوذ بين الصين والأميركيين"، معتبراً أن هذا الطريق هو "رد أميركي على مشروع الحزام والطريق، ودخول السعودي والإسرائيلي في هذا المشروع هو تمهيد لخطوة تطبيع محتمل"، كما اعتبره "سعي أميركي لتثبيت نفوذها في المنطقة ومحاولة للتصدي للنفوذ الصيني المتنامي حتى على مستوى العلاقة مع السعودية".

وعند الحديث عن احتمال تورّط إسرائيل في تفجير مرفأ بيروت، خصوصاً بعد الحماسة الذي أبداها نتنياهو عقب الإعلان عن الخط الأميركي الرديف لطريق الحرير، نظراً للدور الكبير المحتمل لمرفأ حيفا، أكد حجازي أن "موضوع هذا الخط غير مرتبط بمرفأ معيّن باعتباره مرتبط بمصالح الولايات المتحدة مع الجانب السعودي ومع الجانب الإسرائيلي وبالتالي الولايات المتحدة معنية بمرور الخط في فلسطين المحتلة وميناء حيفا، بمعزل عن مرفأ بيروت بكل حالاته".

واستطرد: "لم يصدر التقرير التقني حول الانفجار بعد لذا لا يمكن الجزم والقول إن إسرائيل هي المسؤولة عن التفجير، وانفجار المرفأ من عدمه لم يغير في طبيعة المشروع المرتبط بالمصالح الاستراتيجية الأميركية المتمثلة بجمع إسرائيل والسعودية في مسار واحد".

عند النظر بتمعّن إلى هذا الحدث "التاريخي" كما وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن (الممر الاقتصادي الجديد)، نرى أن الهند تسير أيضاً على خطى السعودية، حيث يحافظ البلدان على العلاقات الاستراتيجية مع دول مجموعة "بريكس"، ومع الولايات المتحدة؛ الحليف "التاريخي" للمملكة والشريك الأساسي للهند. 

من الجليّ أن السعودية ومعها الهند تتحرك بذكاء حاد في الساحة العالمية، مكتسبة بذلك عودة العلاقات مع جيرانها في الخليج العربي مع إيران وقطر. وعملية انضمامها كشريك أساسي في "الحزام والطريق" ومجموعة "بريكس"، وعودة علاقاتها الدبلوماسية إلى طبيعتها مع إيران، ليست إلا دليل على سعي المملكة إلى لعب دور "البواب" حيث لا يمكن الولوج والخروج من المنطقة دون الوقوف عند "الخاطر" السعودي.

فالأحداث المتسارعة في المنطقة والعالم، تؤكد يوما بعد يوم أننا نعيش في عالم يرسم التبدل والتحول أبرز معالمه، فبالأمس القريب كان المشهد العالمي متاحاً أمام الولايات المتحدة، أما في الوقت الراهن، عند كل تحرّك لاميركا تصطدم بالدب الروسي والتنين الصيني ومعهما القوى الصاعدة كالهند والبرازيل والسعودية وتركيا وسواها من الدول الناشئة الساعية إلى لعب دور أكبر.

برأيكم، هل يتمكن الممر الأميركي الجديد من منافسة طريق الحرير والإضرار به؟  

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني