محمد دهشة - نداء الوطن 

تسبّبت الاشتباكات بين حركة "فتح" و"تجمع الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة، بحركة نزوح كثيف وخاصة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث استعادت مئات العائلات النازحة ذكريات الأجداد والأباء في رحلة لجوئهم إبان نكبة فلسطين العام 1948.

وأعلنت وكالة "الأونروا" انها "تقوم مع شركائها بالاستجابة للإحتياجات الإنسانية العاجلة. حيث قامت بفتح مراكز إيواء في المدارس والمنشآت الأخرى لاستيعاب أكثر من 750 نازحاً مع استمرار القتال وتدمير المنازل والمرافق في جميع أنحاء المخيم. وقالت مديرة شؤون "الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس "إنّ المجموعات المسلّحة ما زالت تواصل الاستيلاء على ثماني مدارس تابعة للأونروا توفّر التعليم لـ 5,900 طفل من لاجئي فلسطين. وما زلنا نتلقّى تقارير مروعة عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدارس والمواد التعليمية المخصصة للأطفال"، مشيرة الى أنّ الأونروا تنظر حالياً في البدائل لاستيعاب الأطفال من مخيم عين الحلوة حتى يبدأوا العام الدراسي مع أقرانهم في 2 تشرين الأول ولا يخسروا حقهّم في التعليم".

وطالبت كلاوس باسم "الأونروا" جميع الأطراف وأولئك الذين لهم تأثير عليهم إلى وقف أعمال العنف، "وحتى ذلك الحين، يجب على المتقاتلين حماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال أينما كانوا في المخيم، ويجب عليهم تجنّب استهداف البنية التحتية المدنية بما في ذلك المدارس والمرافق الصحية".

ولجأ الى مدرسة نابلس التابعة لـ "الاونروا" في صيدا أكثر من مئة عائلة من بينهم اطفال صغار وذوي إعاقة وحالات صحية حرجة، حيث تشرف على إدارتها جمعية عمل تنموي بلا حدود – نبع.

ويقول مدير الجمعية ياسر داود لـ"نداء الوطن": "إنها المرة الثانية التي تقوم بها "نبع" بالتعاون مع "الأونروا" بإدارة أحد مراكز الايواء – مدرسة نابل. استقبلنا في المرحلة الأولى 76 عائلة تضم 256 فردًا (بما في ذلك 93 طفلاً دون سن 18 عاماً، و14 شخصاً ذوي إعاقة، و10 حالات صحية حرجة)، ثم ارتفع العدد النصف تقريباً بعد اشتداد الاشتباكات في المخيم. نبذل قصارى جهدنا لضمان حصول النازحين على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والإرشاد وبشكل مستمرّ".

بدوره، يقول المشرف على المركز علي سلام لـ"نداء الوطن": "نقوم بالتعاون مع بعض المنظمات غير الحكومية بتوفير اللوازم الأساسية لاحتياجات النازحين بما في ذلك المياه النقية ومواد النظافة وترتيبات النوم بمفارش مناسبة مثل البسط أو السرائر التي تم توفيرها، بالإضافة إلى مناطق منفصلة للعائلات، بينما تعتني الأونروا بتدابير الأمان داخل المدارس لحماية النازحين والمرفق نفسه".

في المدرسة، يعاني بعض الأطفال من صدمات الاشتباكات والخوف والقلق، يؤكد سلام أنهم بحاجة إلى دعم نفسي سريع وهو ما تعمل عليه الجمعية بالتعاون مع "الأونروا" والمنظمات الاخرى، بينما تقول الطفلة ابتسام الحسن أنها فرّت وسط المعارك من منزلها في تعمير عين الحلوة، وقد أجهشت بالبكاء خوفاً على شقيقها عبدالله الذي تأخّر باللحاق بهم، "لدى وصولي إلى المدرسة شعرت بالأمان ولكن انتابني نوبة خوف وبكيت كثيرا، لقد ساعدني طاقم جمعية "نبع" على تجاوز الأزمة حاليا".

وتستعيد الحاجة فاطمة أيوب مشهد النكبة حين خرجت لاجئة من فلسطين طفلة وما زالت تحمل مشاهد المآسي، وتقول لـ "نداء الوطن"، يتكرر المشهد نزوحا اليوم ولكن على يد أبناء جلدتنا، لا نريد أن نبقى نعيش في دوامة الخوف والترحال بسبب الاشتباكات، يجب وضع حد سريع لها كي نتمكن من العودة إلى منازلنا سيبقى حلمنا العودة الى فلسطين".