أظهرت أخر حصيلة للإشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة اليوم السبت سقوط 5 قتلى وأكثر من 20 جريحاً من بينهم من أصيبوا بالرصاص الطائش او شظايا القذائف المنفجرة خارج المخيم.
وفي المستجدات، لم يتم الإلتزام بالتوافق الفلسطيني الوطني والاسلامي على وقف لإطلاق النار الفوري في عين الحلوة، حيث تجددت الإشتباكات ولو بوتيرة أقل مما كانت عليه خلال النهار، حيث تدور اشتباكات في شوارع ومواقع محدودة داخل المخيم، واللافت في الأمر أن مجموعات التزمت باتفاق وقف إطلاق النار، لكن مجموعات أخرى رفضت، مما يدل على عدم وجود مرجعية واحدة خصوصا لجهة الإسلاميين.
وفي حين أكدت مصادر أن الأمور في عين الحلوة معقدة، رأت أن الوضع إن ضبط الليلة، ليس معلوما أن يبقى مضبوطا غدا أو في المستقبل القريب، خصوصا أن حركة فتح تصر على أن التعايش مع من تصفهم بـ"الإرهابيين" مستحيل.
وتحدثت المعلومات عن أن وقف إطلاق النار لو حصل لن يكون بشكل دائم، خصوصا وأن الجماعات الإسلامية سيطرت على بعض المكاتب أو المراكز الفتحاوية، فيما لا يرجح أن تسكت "فتح" عن استمرار فرض هذا الواقع، الا أنها وبحسب المصادر، معنية بشكل مباشر في فرض الأمن بالمخيم، مما يعيدنا الى الحلقة الأولى، وهي "استئصال" الإسلاميين من المخيم.
متابعون للوضع الصيداوي عموما أبدوا استياءهم من الواقع الذي فرض على المدينة، ويرون أن المعارك اليومية لن توصل الى أي نتيجة، بل ربما تزيد الطين بلة من حيث مبدأ "الثأر"، الذي كلما زاد عدد الضحايا كلما ازدادت احتمالية اندلاع اشتباكات جديدة.
أمام هذا الواقع، يقف الجيش اللبناني الذي ليس بيده حيلة، لأن القرار السياسي للجيش بالدخول في معركة ليس قرارا سهلا أو حتى صعبا، بل شبه مستحيل، في ظروف الجيش الحالية، من حيث العديد والعتاد والتجهيزات، وحتى لو تأمن كل ما سبق، فالمعركة في عين الحلوة ليست بالسهلة على الإطلاق، بل هي مجازفة خطرة مع "إسلاميين" يجيدون الغدر ويحفظون أزقة المخيم عن ظهر قلب، ودخول الجيش اللبناني ربما يزيد الأمر تعقيدا، إذ من المؤكد أن بإمكانه حسم المعركة، لكن ما هو غير مؤكد، الثمن الذي سيدفعه الجيش.
وبالعودة الى القتلى الذين سقطوا اليوم، فهم: علي رستم وعبد الرؤوف محمد عبد الرؤوف وعبيدة ورد الملقب " جورج" وجميعهم من حركة ( فتح )، وشادي عيسى وهو شقيق المطلوب البارز نمر عيسى، وتم نقلهم الى مستشفى الهمشري في صيدا، فيما توفي الشاب اللبناني حسين جميل مقشر ابن بلدة الغازية برصاصة طائشة مصدرها اشتباكات المخيم اثناء تواجده في احد شوارع البلدة وتم نقله الى مستشفى الراعي.