نشرَ موقع "calcalist" الإسرائيليّ تقريراً، اليوم الأربعاء، تحدّث فيه عن عمليات التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9 اللبناني، مشيراً إلى أنه في حال تمّ العثور على الغاز بكمية تُبرر تطوير الخزان، عندها سيتعيّن على الشركاء في التنقيب، أي شركات "توتال الفرنسية" و "إيني الإيطالية" و قطر للطاقة"، التوصُّل إلى إتفاقيات مع حكومتي لبنان وإسرائيل بشأن الأموال التي ستُدفع لكلا الطرفين.
وأوضح الموقع في تقريره الذي ترجمهُ "لبنان24" إنهُ من دون موافقة لبنان وإسرائيل، لن يتمَّ تطوير منصة الغاز في البلوك رقم 9، وأضاف: "من المُتوقّع أن تحصُل إسرائيل على عشرات الملايين من الدولارات سنوياً بعد الإنتهاء من المشروع، أي عقب تطوير الخزان، كما أنّ لبنان سيحظى بتدفُّق إيرادات أعلى ومن شأن ذلك أن يقلل اعتماده على خطوة اللجوء إلى إيران لاستيراد الفيول بهدفِ توليد الكهرباء".
ولفت "calcalist" إلى أنَّه لا آثار عسكريّة لإتفاق ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل بشأن الغاز، وقال: "إنَّ خط الطفافات الإسرائيليّة ما زال على حاله كما أنه لا يوجدُ أيُّ تغيير في حركة البحرية الإسرائيلية. الأمرُ يتعلق بتقسيم أصول إقتصاديّة بين الدول، ومن دون إتفاق ستبقى الثروة تحت قاع البحر".
وأوضح الموقع أنّ إتفاقية ترسيم الحدو البحرية تتضمن بنداً أساسياً مفاده إنه لن يتمّ تطوير الخزان من قبل شركات من الدول الخاضعة للعقوبات، معتبراً أنَّ هذا البند يخدمُ المصلحة الأميركية في منع الشراكة الرّوسية في تطوير "البلوك رقم 9"، وقال: "بالفعل، عندما تبين أنّ الإتفاقية ستتضمن هذا البند، إنسحبت روسيا من ساحة العمل على صعيد التنقيب عن الغاز وتطوير الحقول، وبالتالي تحققت هنا مصلحة الولايات المتحدة وإثر ذلك قام الشركاء الأوروبيون بضم شركة قطر للطاقة لتُصبح إلى جانب توتال الفرنسية وإيني الإيطالية".
وتابع: "في الواقع، إن هذا الأمر يفيدُ إسرائيل أيضاً لأنه يمنع الشراكة الإيرانية في تطوير قاعدة البيانات المرتبطة بحقل الغاز الذي من المُفترض أن يتم إستلام النتائج الأولية للحفر خلال شهر تشرين الثاني المُقبل".
مع هذا، فقد رأى الموقع أنّ السيناريو السلبي يرتبطُ بعدم وجود كمية كافية من الغاز تُبرر التطوير في البلوك رقم 9، مشيراً إلى أنّ هذا السيناريو سيعني أنه لا معنى لإتفاقية الغاز، إذ لن تكون هناكَ قيمة إقتصاديّة لأيّ من الطرفين، أي لبنان وإسرائيل. في المقابل، هناك سيناريو إيجابي سيتمّ بموجبه العثور على الغاز، وتتحدّث التقديرات عن إحتياطيّ يبلغُ نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وفي ظلّ هذا الإفتراض، ستكون هناك جدوى في تطوير الخزان بحيث ينتج حوالى 4 إلى 5 مليار متر مكعب سنوياً لمدة تتراوح بين 20 و 25 عاماً".