في لبنان اعتدنا أن ننتقد كل ما يدور من حولنا وكأننا نفهم بكل شيء، بدلا من ان نركز على انفسنا وان نحسن بها او حتى ان نغير شيئاً واحداً من عوائدنا السيئة.

كثيرون من الشعب اللبناني ينتظرون حدثاً ما لينتقدوه من دون أن يضعوا انفسهم للحظة مكان الآخر ومن دون دراية بأي تفاصيل ومن دون تفهم للآخرين وبتعدي صارخ على خصوصياتهم.

جيلبير قرعون، شاب لبناني، خسر خطيبته الشهيدة سحر فارس بإنفجار العصر في 4 آب 2020 الذي دمر مدينة بيروت وأهلها، فخسر جيلبير اغلى ما لديه خسر الفتاة التي كان يخطط للزواج منها ولكن القدر أفسد خطتهما ووضعه بموقف صعب، وزرع بداخله ألماً لن ينتهي.

ليأتيه بعد مدة من ينتقد ويجرح بقرارات شخصية تخصه وحده، وكأن هؤلاء المنتقدين لهم الحق بالتعدي على حياة الناس.فحين علم البعض ان جيلبير قرر المحاولة من جديد للوقوف على قدميه والاستمرار بالحياة والسماح لقلبه بأن ينبض لفتاة جديدة فقدت هي الاخرى حبيبها بحادث سير، انهالت عليه الانتقادات. فبدأت الاتهامات تنهال على الشاب كالشتاء حين خرجت علاقته مع جيني شحادة الى العلن.

وبدأت الأسئلة:  هل نسي جيلبير سحر التي احبها والتي كان يريد الزواج منها؟

بالطبع لا!! ولكن الحياة يجب ان تستمر، القطار يكمل طريقه دوماً ربما يتعطل لكن سيكمل سيره. من هم هؤلاء وبأي حق يحكمون على قرعون؟ اين كان هؤلاء الذين يتحدثون عن الوفاء حين كان قرعون يصرخ من الوجع بسبب خسارته لخطيبته سحر؟

بالطبع لن ينسى جيلبير سحر، ولكن القوة بالاستمرار.

والى هؤلاء بدلا من ان تجلسوا وراء هواتفكم للانتقاد فقط، فحاولوا ان تغيروا شيئا ما، فهذا الانفجار لم يدمر فقط جيلبير بل دمرنا جميعاً، والسبب كان اختياراتكم الفاشلة التي اوصلت مجرمين ليجلسوا على الكراسي وليحكموا الشعب فإن اردتم الانتقاد فانتقدوا خياراتكم الفاشلة،  ودعوا جيلبير وشأنه فالحياة تستمر رغم كل الظروف لانه لم يرتكب جرما.