ميشال نصر - الديار
عشية العودة الثالثة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى العاصمة اللبنانية الاسبوع المقبل، ازدادت الشكوك حول مدى نجاح مهمته، في ظل التصعيد الداخلي الذي تولاه الافرقاء السياسيون، بعد اطلاق ابو مصطفى لمبادرته الحوارية ورد المعارضة، الذي بلغ ذروته بمواقف معراب العالية السقف، والضبابية الاقليمية والدولية، التي عبرت عنها مواقف الضيفين الاميركي والايراني، ما طرح الكثير من علامات الاستفهام حول مسار الاحداث ومصيرها في الفترة المقبلة، مع تزايد الضغوط على حكومة تصريف الاعمال، والشلل الضارب في المجلس النيابي.
فالمفرطون بالتفاؤل يقولون ان طرف ايلول بالرئاسة سيكون مبلولا، مستندين الى تسريبات وكلام منقول عن لسان سفراء عرب واجانب، فيما الوقائع تؤشر الى العكس، في ظل التمترس السياسي القائم، وركيزته استراتيجية الانتظار وعدم استعجال اتمام الاستحقاقات، الى حين اتضاح المشهد الاكبر واتجاه الرياح في المنطقة. هذا هو الاستنتاج المنطقي الوحيد من مشهد هذه الايام، التي تشهد "عجقة" موفدين اقليميين ودوليين على الساحة المحلية، من دون ان يعني ذلك تحقيق اي خرق.
مشهد لم يحجب صورة زيارة وزير الخارجية الايرانية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت، التي ظلت مدار متابعة واهتمام المستويين الداخلي والديبلوماسي، خصوصا انها جاءت في وقت حساس، وحملت الكثير من التأويل والتحليل، حيث تقاطعت مع سلسلة من الاحداث الاقليمية والدولية، التي اكسبتها اهمية مضافة، وفقا لمصدر سياسي متابع، متوقفا عند مجموعة من النقاط، التي لا شك سيكون لها تأثيرها الكبير في مسار المبادرة الدولية لانتخاب رئيس، ومدى امكان احداث اختراق على هذا الصعيد، ابرزها:
- زيارته الى دمشق وقبلها الى الرياض، الذي شكل "صدمة" للمتابعين بعد الحديث عن تجميد الاتفاق السعودي - الايراني الموقع في بكين، ما شكل اعادة خلط للادوار.
- الوضع المتأزم على الساحة السورية، من حديث عن خطط اميركية في الشمال السوري، لقطع طريق الامداد على خط طهران- بغداد- دمشق- بيروت، الى اشتعال الانتفاضة الشعبية ضد النظام على خلفية الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
- بدء العد العكسي للانتخابات الرئاسية الاميركية، حيث يتوقع ان يدخل العالم مرحلة الترقب مع بدء العام الجديد، وسط حديث عن حاجة ادارة الرئيس بايدن الى تحقيق انجاز ديبلوماسي، قد يكون في التفاهم مع طهران حول الملف النووي الايراني، الذي يقال ان الاخيرة استمهلت المفاوضات املا في تحقيق نقاط في لبنان، من خلال ادخاله في الصفقة الكبرى.
- كلام الرئيس الفرنسي الذي سمى بالاسم الجمهورية الاسلامية، كمؤثر اساسي في ملف انتخابات الرئاسة اللبنانية، بعدما كان اول من فتح خطوط التواصل على مصراعيها مع حارة حريك، واتهم من قبل افرقاء المعارضة بتبني مرشح الممانعة والمقاومة، فضلا عن الضغوط التي مارسها لضم طهران الى خماسية باريس، قبل ان يتراجع امام الضغوط الاميركية-السعودية.
- تزامن الزيارة مع وجود الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في لبنان، في زيارة لم تعرف حتى الساعة اسرارها او "قطبها المخفية".
- كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال اطلالته الاعلامية الاخيرة التي دعا فيها الاميركيين الى اختصار الوقت والكلفات، والابتعاد عن المواجهة التي سيخسرونها، سواء ميدانيا في حال الاقدام على اي خطوة عسكرية عند الحدود العراقية- السورية، او امنيا من خلال العودة الى الاغتيالات في الداخل اللبناني لشخصيات من المحور، لذلك الافضل الذهاب الى حوار وتسوية.
- الوضع المتوتر على الحدود الشمالية، والترقب بعد قرار مجلس الامن بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية، والنكسة التي اصابت الديبلوماسية اللبنانية على خلفية ما حصل.