على هامش وجوده في لبنان لحضور الحدث الخاص الذي نظمته شركة أوراسكوم للتنمية في متحف سرسق في بيروت، حيث قامت بعرض فرص الاستثمار في مدنها في مصر وفي سويسرا، كان لموقع "vdlnews" حديث مع السّيد محمّد عامر، الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة:
- اختارت شركة أوراسكوم للتنمية إطلاق ٣ مشاريع كبرى لها في لبنان. فما الذي دفعكم إلى اختيار دخول السّوق اللبناني في هذا التوقيت؟
أوراسكوم للتنمية هي شركة عالمية رائدة في التطوير العقاري، وهي متخصّصة في بناء مدن ومجتمعات متكاملة نابضة بالحياة في أوروبا والشّرق الأوسط وشمال إفريقيا ويعتبر الانفتاح على الأسّواق العربية والدولية هو في صلب استراتيجيّتنا التسويقيّة. ووجودنا في بيروت اليوم هو بالتالي أمر طبيعي، خاصة انّنا نرى في لبنان بلدا يزخر بالإمكانات والطاقات التي نؤمن بها بالرغم من الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، المدن المتكاملة التي عرضناها اليوم في مصر وسويسرا تتناسب مع ذوق ومتطلبات العملاء اللبنانيين. فمدينة الجونة مثلا فريدة من حيث موقعها على البحر الأحمر والخدمات والبنية التحتية وأسلوب الحياة الذي توفره. وفي السياق نفسه، لا بدّ من ذكر العلاقات المميّزة والتاريخية بين لبنان ومصر، كما والتقارب الجغرافي، ووجود عدد كبير من الاستثمارات اللبنانية ورجال الأعمال اللبنانيين في مصر، والعكس صحيح. جميع هذه الأسباب تشجعنا على الوجود اليوم في لبنان، وتجعل خطوة الاعلان عنها أمرًا مهماً.
- ما هي الرسالة التي توّدون توجيهها تحديدًا للمستثمرين اللبنانيين؟ وكيف يمكن تطمينهم، والحدّ من مخاوفهم المالية، كما وتشجيعهم على الاستثمار في مشاريعكم الثلاثة؟
هنالك العديد من النقاط التي اودّ مشاركتها فيما خصّ عامل الثقة مع العملاء والمستثمرين اللبنانيين. أوراسكوم للتنمية هي شركة عالمية، لديها خبرة كبيرة في مجال إنشاء المدن المتكاملة، مما أكسبها شهرة وثقة على امتداد ٣٠ سنة. تغطي مشاريع شركتنا ٦ دول في ٣ قارات، وهي تستقطب المستثمرين من كافّة أنحاء العالم. على سبيل المثال حوالي ٤٥٪ من العملاء والمقيمين في مدينة الجونة هم غير مصريين. هذا عامل ثقة أكيد ومطمئن للمستثمرين في لبنان وأي مكان.
نحن نعلم أنّ العديد من اللبنانيين مهتمين بالاستثمار في مصر. في هذا الإطار، أوّد مشاركة بعض الوقائع المهمّة بالنسبة للسوق العقاري المصري. فهو سوق قويّ جدًّا، ويشكّل حوالي ٢٠٪ من حجم الاقتصاد المصري الإجمالي. وهو مخزون كبير للقيمة في مصر، وهذا أمر معروف في المنطقة العربية بكاملها. وعلى الرغم من الصعوبات التي مرّ بها العالم خلال السنوات الماضية، مثل التّضخّم، بقيَ هذا القطاع قويًّا وحافظ على ثباته، لا بلّ انّه استمرّ بالنموّ وحقّق ارتفاعا ملحوظا في الأسعار. هذا هو مخزون القيمة الحقيقي في السوق المصري وهذه حقائق تطمئن أيّ مستثمر قد تكون ثقته اهتزّت جرّاء الأزمة.
أخيرا وفي السياق نفسه، أوّد أيضًا تسليط الضوء على مدينة الجونة تحديدًا. إنّها مدينة شهدت وما زالت استقطابا استثماريا كبيرا من جميع دول العالم. وهذا لم يكن ممكنًا من دون ثقة قويّة، بُنيت على أسس صلبة وعلى مدى سنوات. استطعنا إنجاز الكثير في هذه المدينة، ونشهد فيها تحسّنًا كبيرا في القيمة العقارية عاما بعد عام. كما وانها تحقّق عوائد تعدّ من أعلى العوائد الاستثمارية العقارية الموجودة اليوم في السوق العربي بأجمعه.
- 3. ما أهم الخدمات المتوفرة في الجونة . وهل اللبنانيين من بين عملاء ومقيمين المدينة؟
منذ إطلاقها، لاقت مدينة الجونة إقبالًا لبنانيًا كثيفا. فنحن لدينا في الجونة اليوم مجتمعا من اللبنانيين، لهم استثمارات متعددة. إنّ متطلبات العملاء اللبنانيين المختلفة متوفّرة بالكامل في مدينة الجونة. فهي تمثل وجهة سياحية عالمية ومميّزة على البحر الأحمر. وهي مدينة مستدامة ومتكاملة، تبعد ٣٠ دقيقة فقط عن مطار الغردقة الدولي. وهي تضمّ ١٨ فندقًا، وملعبين لرياضة الجولف، و٣ مراسٍ لليخوت، و٣ مدارس دولية، ومستشفًى مجهّز بأحدث التقنيات. هذا يؤمّن جودة حياة عالية جدّا، ندرك انّ العملاء اللبنانيين يبحثون عنها. أما من حيث الناحية الاستثمارية، يمكنني القول إن للمدينة عوائد استثمارية عقارية قوية، وهي تمثّل مخزنًا آمنا للقيمة وملاذا للاستثمار.
- 4. لاحظنا أنّ مدينة الجونة تكرّس أهمّية كبرى للاستدامة وحماية البيئة، حتى إنّها أضحت أوّل مدينة صديقة للبيئة في منطقة الشرق الأوسط. ما هي الإجراءات التّطبيقية لتحقيق هذا الالتزام؟ وما هي تعليقات المقيمين حوله؟
منذ إقامة المدينة، نولي أهمّية قصوى للبيئة ولاحترام معايير الاستدامة في كافة عماليتنا. مدينة الجونة تمتدّ على مساحة شاسعة من ٣٦.٩ مليون متر مربع، وتضم شاطئا طوله الاجمالي 12 كم. في عام ٢٠١٤، صُنّفت الجونة أوّل مدينة صديقة للبيئة في منطقة الشرق الأوسط ونطبق الإجراءات الخاصّة بالاستدامة البيئية في جميع فنادق الجونة ال18 فجميعها حاصلة علي شهادة النجمة الخضراء. كما تعتمد المدينة ١٠٠٪ على المياه المعاد تدويرها للريّ. كما تمتلك المدينة محطة خاصة للطاقة الشمسية تؤمّن ٧ جيجاوات، وتوفّر ١٦٪ من استهلاك الكهرباء في المدينة ونعمل الان على إطلاق المرحلة الثانية من محطة الطاقة الشمسية لزيادة انتاج الطاقة. في الإطار نفسه، نقوم بمعالجة كاملة للنفايات الصلبة عبر حلول عالمية صديقة للبيئة. والأهمّ أننا نقوم بتطبيق إدارة بيئية صارمة ودقيقة، من خلال تقارير دورية ومتابعة لاستهلاك الكهرباء والمياه والنفايات للفنادق.
- 5. يشهد لبنان مؤخّرًا موجة لافتة من افتتاح الفروع للشركات اللبنانية في دول المنطقة، منها قبرص والإمارات وطبعًا مصر. هل بإمكانكم اعطاءنا معلومات حول الاستثمارات المتاحة للشركات في مدينة الجونة، لا سيّما أنّها تضمّ مساحات عمل لريادة الأعمال والشركات الناشئة؟
إنّ للبنان ومصر علاقات أخويّة وتاريخية قديمة كما ذكرت سابقا، كما وان الاهتمام الاقتصادي المتبادل بين البلدين مرتفع. فيما خصّ مدينة الجونة بالتحديد، وبالنسبة للشركات اللبنانية التي تهتمّ بدخول السوق المصري، تعتبر مدينة الجونة وجهة مناسبة. فهي تبعد ٣٠ دقيقة فقط عن مطار الغردقة الدولي. وهي مركز استقطاب عالمي، وهذا بالتحديد ما يطلبه المستثمرون. كما ان المدينة مجهزّة بالكامل لتلبية متطلبات الشركات، أكان من حيث وجود الفنادق لاستقبال شركاء الأعمال والعملاء الدوليين، أو من ناحية توفّر مساحات العمل الكبيرة مثل مشروع El Gouna Business Park أو مساحات العمل المشتركة مثل مشروع G-Space . هذا ما يجعل من الجونة خيارا صائبا لأصحاب الشركات ورواد الأعمال اللبنانيين الذي يوّدون توسيع نطاق أعمالهم إلى مصر.