لو كان بامكانك رؤية المستقبل، ومعرفة ماذا سيحل بك مع مرور السنوات، لربما كنت قمت بالأمور بطريقة مختلفة... لكن هذه هي الحياة، بمستقبلها المجهول والذي يمكن أن يحمل لك في طياته مفاجآت تبدل لك كل خططك وتجبرك على تبديل المسار.
هذا بالتحديد ما حصل مع ابنة الـ25 عاماً ريميستا جبرايل كلي، هي الشابة المفعمة بالحياة، والتي ترافقها ابتسامتها أينما حلت... هي الصبية التي كانت تحضّر لزفافها بفرح وأحلام كبيرة، أحلام دمرها ذلك الخبيث الذي أصبح كالزكام، يتنقل بين الناس بحرية ويخطف منهم آمالهم وطموحاتهم للمستقبل.
"ريميستا كانت زميلتي في العمل قبل شهرين فقط، قبل أن تحل الكارثة"، هذا ما قالته الآنسة جيسيكا خميس صديقة ريميستا في حديث لموقع VDLnews، عندم روت لنا ما حصل مع صديقتها.
وأضافت: "في الآونة الأخيرة عانت ريميستا بشكل متكرر من ارتفاع بدرجات الحرارة وألم في الحلق، ودخلت المستشفى على أساس أنها مصابة بالتهاب في الحنجرة، ليتبيّن بعد خضوعها للفحوصات اللازمة أنها مصابة باللوكيميا، أي سرطان الدم".
وتابعت جيسيكا: "بقيت ريميستا حوالي الشهر في المستشفى، وخلال هذه الفترة عانت من ارتفاع كبير في المناعة، ما دفع بالأطباء الى اخراجها من المستشفى لمدة 5 أيام واعادتها اليه بعد ان انخفض مستوى المناعة، الا أنها لم تشهد يوماً عادياً منذ ذلك الحين، والتعب رافقها في كل يوم".
جيسيكا أكدت لموقعنا أنه وفق للأطباء، فان "الحل الوحيد لشفاء ريميستا هو من خلال خضوعها لعملية زراعة النخاع الشوكي، وكلفتها 26 ألف دولار، يليها بقاء ريميستا في غرفة العزل في المستشفى، واجرة هذه الغرفة في اليوم الواحد هي ألف دولار، وعليها أن تبقى فيها لمدة شهرين مبدئياً"، لافتة الى ان "المجموع يوازي 86 ألف دولار، هذا من دون احتساب كلفة الأدوية والفحوصات وكل ما يلزم".
وبكثير من الرجاء بالله والناس، تمنت جيسيكا من كل شخص قادر على التبرع بمبلغ من المال، مهما كان بسيطاً، بعدم التردد، لأن وضع عائلتها المادي لا يسمح لها بالتكفّل بالعلاج بكامله بمفردها"، قائلة ان "من يرغب بالتبرع يمكنه ايداع المال في مصرف الاعتدماد اللبناني - فرع البوشرية، رقم الحساب: LB20 0053 00CQ LBP0 0071 6689 8003 LBP / LB87 0053 00CQ USD0 0071 6689 8004 USD
أما الملفت في قصة ريميستان فكان رجاؤها الكبير بالله ومحاولاتها لاظهار صلابتها في وجه المرض، حيث نشرت منذ أيام في حسابها الخاص عبر موقع فيسبوك، فيديو لها مع أفراد عائلته في المستشفى وهم يغنون.
وأرفقت الفيديو بجملة: "مش مهم وين منكون والظرف الي نحنا في المهم نعيش اللحظة ونخلي ايمانّا بالله كبير ما في شي مستحيل عند ربنا والحمدالله ع نعمة الله".
وكل ما يبقى علينا هو التكاتف مع ريميستا والمحاولة ولو بمبلغ زهيد جداً لمساعدتها على أمل أن تحظى بفرصة لمتابعة حياتها واكمال التحضيرات لزفافها.